السقوط المدوي لليسار والليبراليين والقوميين وبروز الديمقراطية الجديدة /د.خالد الطراولي


انتهت الديمقراطية المغشوشة التي رأينا الكثير من اليسار والليبراليين والقوميين وهم يساندون حكم العسكر والانقلاب على الشرعية وعلى الآلية الديمقراطية...لكم أوجعوا رؤوسنا بتقديس ديمقراطيتهم وجعلها دينا فوق الأديان! لكم أرادوا اعطائنا الدروس في ديمقراطية الكلمة والفعل وديمقراطية الصناديق والحكم!!!

تعست السياسة عندما تلتحف رداء الانتهازية والنفاق والتزلف والمصلحية...تعس السياسيون حين يتنكرون لمبادئهم وثوابتهم وحين ينهارالتاريخ النضالي ويطرح الاستفهام والتساؤل!!! دعونا نلطف الحديث فلنلتمس للضعف البشري مبررا لقرائة خاطئة للحدث...
اليوم في مصر تخط ملحمة عجيبة غريبة ونظرية تكتب على أسفلت الشوارع وبين الحناجر والعيون...ديمقراطية بلون جديد وطعم جديد ورائحة جديدة...ديمقراطية لن يسطر معالمها ومفاهيمها كرسي في الجامعة أو منتديات عالمية أو تاريخ بعيد...ديمقراطية اصبرطة أو اليونان أو الغرب القديم والحديث انتهت ودفنت في أرض الكنانة على أمواج صعيد هادر.
*/ كفرت بديمقراطيتكم
انتهت الديمقراطية المغشوشة التي رأينا الكثير من اليسار والليبراليين والقوميين وهم يساندون حكم العسكر والانقلاب على الشرعية وعلى الآلية الديمقراطية...
لكم أوجعوا رؤوسنا بتقديس ديمقراطيتهم وجعلها دينا فوق الأديان! لكم أرادوا اعطائنا الدروس في ديمقراطية الكلمة والفعل وديمقراطية الصناديق والحكم!!!
وسقط القناع وسقطت ديمقراطيتهم في أول امتحان...اجتمعوا جميعا على صوت واحد يسارهم ويمينهم حتى المؤسسة النقابية التحقت بركبهم وتنادوا بشرعية حكم العسكر، بشرعية الإنقلاب، بتهافت الديمقراطية والتنكر لها!!!
*/ الديمقراطية الجديدة ونهاية التاريخ
الديمقراطية الجديدة اليوم أوصالها وطنية، وعودها الصلب أخلاقي، وعمودها الفقري ثوري خالص. ديمقراطية ثورية وطنية أخلاقية قد بدأت تنسج أطرافها وتنشر بريقها في مصر الحبيبة ومن قبل المصريين أنفسهم... إنها نهاية التاريخ هذه المرة، نهاية التاريخ الحقيقية، وصلت الديمقراطية إلى مرساها الأخير بلونها الوطني عبر رفض الوصاية الخارجية والمساندة الغريبة العجيبة من بعض كبريات الدول لضرب الديمقراطية، وبلونها الأخلاقي والقيمي عبر التمسك بالمبادئ والثوابت من خلال دعم الشرعية والتوقف عند حكم الصناديق، وبلونها الثوري عبر النزول السلمي إلى الشارع وقلب المسار واسترجاع الحق الجماعي المسلوب.
هذه هي الديمقراطية الجديدة التي يبشر بها الملايين من المصريين في رفضهم للإنقلاب، ويدخلون التاريخ وينهون مساره المنحرف...نهاية التاريخ وبداية ديمقراطية جديدة، إنسانية المنشأ، إنسانية القيم، انسانية المصير...وليعذرني القارئ العزيز أن أدلف بلطف وهدوء أن ألمح أن النصيب الأوفر في صياغتها وإنجاحها يعود هذه المرة للإسلاميين ولعلها تحمل عنوان مؤسسة الشورى في مرجعيتنا وعند الرواد من حضارتنا.


2013-07-09