الخــلاص الÙــردي ومشــاريــع العــودة [3/3] الجزء الثالث / د.خالد الطراولي
د. خــالد الطــراولي
ktraouli@yahoo.fr
إن هذه العودة Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØ© والخلاص الشخصي إذا تواصلت بهذا النسق Ùˆ ÙÙŠ ظل هذه المباركة العلنية أو المخÙية لبعض الوجوه أو سكوت الرضا من بعض الجهات، تمثل ØØ³Ø¨ زعمي ضربة قاسية للمشروع تزيده Ø¶Ø¹ÙØ§ وضمورا، وتضا٠إلى منهجية Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠØº والتهميش والاستئصال التي لا زالت تطاله منذ عقود ØÙŠØ« Ø£ÙØ±ØºÙÙ…ÙŽ المشروع السياسي والÙكري على Ø§Ù„Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ والتواري، والابتعاد القسري عن البناء لعدم وجود الطاقات الكÙيلة، المسجونة أو المشردة، أو لغلبة الواقع الموضوعي، أو لهيمنة البعد الØÙ‚وقي على ما سواه كما Ø£Ø³Ù„ÙØª Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عنه، وخاصة لعدم وجود خطة عملية ÙÙŠ التوظي٠والبناء الÙكري والمعرÙÙŠ ÙÙŠ ذلك، وهو الأهم.
والليلة ÙƒØ§Ù„Ø¨Ø§Ø±ØØ©ØŒ وها أن المشروع Ù†ÙØ³Ù‡ لا يجد ÙÙŠ وطنه إطارا من Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ§Øª الكÙيلة ببنائه، ÙØ§Ù„سجن الكبير لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¨Ø¯Ø§Ø¹ ولا ØØªÙ‰ بالتواجد البريء، غير المشي ØØ°Ùˆ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø· بدون صوت أو إشارة، ولا يدخل أبنائه المهاجر مكرهين إذا التزموا السكون والتهميش، ولكن ÙŠÙ†Ø³ØØ¨ أو يضمر نتيجة تواصل واقع داخلي ضاغط ولا شك، ولكن هذه المرة برضاء بعض ØØ§Ù…ليه، بوعي أو بغير وعي، وهم يعودون بدونه على Ø£Ø¬Ù†ØØ© من سراب.
استراتيجية العامل المهجري
لا أزلت أعتقد بأن عملية التغيير ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ØªØ±ØªÙƒØ² أساسا على بناء ÙˆÙØ§Ù‚ÙŠ بين الداخل والخارج، وأن المهجر يشكل عنصرا ثابتا ÙˆÙ…ØØ¯Ø¯Ø§ ÙÙŠ البعد الإعلامي والبناء الÙكري Ù„Ù„ØªØØ¶ÙŠØ± للتØÙˆÙ„. ومن Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ© التي جعلت المهجر ملاذا، Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ الأخير عاملا أساسيا ÙÙŠ Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ØªØºÙŠÙŠØ±ØŒ وأن ضموره أو نهايته تعني موت مشروع التغيير أو تأخيره أو تهميشه ÙˆÙØ´Ù„Ù‡. ولقد رأينا مركزية العامل الخارجي ÙÙŠ عديد Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ات التي تعرضت لها المعارضة والتي ساهم المهجر من خلال تعبئته الإعلامية وتواجده المباشر على Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الدولية بالتعري٠بالقضية والمساهمة ÙÙŠ تعرية وجه الاستبداد.
إن تساؤلات عديدة ØªÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ وهي من بديهيات منهجية العودة وهدÙها : هل إذا عدنا عادت معنا ØØ±ÙŠØ§ØªÙ†Ø§ØŒ عادت معنا شاشاتنا وكتاباتنا وأقوالنا ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„نا؟، أم نعود مغللين مكبلين لنلتØÙ‚ بقاÙلة الأÙواه المكمومة والأيادي المضمومة والأوجه الملطومة؟ لقد عشنا ÙÙŠ مناÙÙŠ تنÙّسنا Ùيها معاني Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ونسماتها وأشواقها، ويصعب علينا Ø§Ù„ØªÙ†ÙØ³ خارج إطارها والتخلي عنها بعدما كنهنا مذاقها. كي٠بنا ونØÙ† لم Ù†Ø¹Ø±Ù Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ولا لونها ورضينا بالمناÙÙŠ والتشريد من أجلها، كي٠اليوم ونØÙ† لمسنا ØÙ‚يقتها مع نسبيتها ÙÙŠ هذه البلاد الطيبة وعشنا أيامها ولياليها، أن نرضى بانÙلاتها عنا؟ لقد خرجنا من أجل Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ Ùهل نعود بدونها؟ لقد خرجنا من أجل وطن Ø¬Ø±ÙŠØØŒ Ùهل نطأ أرضه من جديد دون أن نضمد جراØÙ‡ØŸ [ خالد الطراولي المنÙيون والمشردون جنان معلقة أم مأساة منÙية 15.02.2006 رسالة اللقاء رقم 3] [www.liqaa.net
إني أزعم أن المهجر وإن كان إطار تشريد ونÙÙŠ ولجوء وعذابات ÙˆÙØ±Ø§Ù‚ وآلام، غير أنه كان "ÙØ±ØµØ©" ورب ضارة Ù†Ø§ÙØ¹Ø©ØŒ ÙÙŠ وجود إطار من ØØ±ÙŠØ© نسبية، معدومة ÙÙŠ الوطن، وجب استغلالها الأقصى وتوظي٠زمنها الثمين ÙÙŠ البناء الÙكري والإعلامي، ولا أن يقع ارتهان المعرÙÙŠ بالØÙ‚وقي لأكثر من عقد ونص٠من الزمن، ÙØ¶Ù…ر كل البناء ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙØ¶Ùاضا لا يقاوم أي موجة نقد جدية أو ØØªÙ‰ Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù هابط.
إن هذه العودة "للعادية" Ù„Ù„ÙØ±Ø¯ الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية هي أكبر خطأ تجاه المشروع وأكثر خطر يطاله للتهميش واللامبالاة، ØÙŠØ« أنه إذا تخلى أهل الدار عن دارهم Ùمن ÙŠØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ù…ÙØ§ØªÙŠØ ÙˆÙŠÙØªØ الأبواب، Ùهي إلى التلاشي ولو على مراØÙ„ لا Ù…ØØ§Ù„Ø© تسير. وهذه " العادية" Ùˆ"اللامبالاة" التي تتبعها، تجاه المشروع والذي طال المهجّرين والمبعَدين لن يبقى ØÙƒØ±Ø§ عليهم، وسيطال Ø£Ø·Ø±Ø§ÙØ§ أخرى ÙÙŠ الداخل إذا تواصل ØªÙØ±ÙŠØº الخارج من Ø´ØÙ†Ø§ØªÙ‡ØŒ وعلينا أن نتساءل عن ØØ§Ù„ أكثر من 30 أل٠سجين انتموا يوما لهذا المشروع، ونسأل أين هم؟؟؟
متـــى نعـــود إذا ؟
ليست هجرتنا نهائية ØØªÙ‰ وإن طال الاستقرار ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ من أهل وعشيرة وأبناء ÙˆØØªÙ‰ Ø£ØÙاد، ومشاريع خاصة وعامة، لكن هجرتنا كانت ولا تزال يوم يمّمنا وجوهنا شطر هذه البلاد الطيبة، من أجل مشروع Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©. Ùهل عادت Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ØØªÙ‰ نعود لنساهم مع Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ÙÙŠ بناء هذا الوطن العزيز !!!
إن هذه العودة المغشوشة والتي لا ننسى مباركة السلطة لها، تبقى التزاما ثنائيا مباشرا أو غير مباشر، ونوعا من Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ الجلي أو الخÙÙŠ بين طرÙين، سلطة ÙˆÙØ±Ø¯ØŒ ÙŠØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ للثاني بمقتضاه بالعودة إلى الوطن ÙÙŠ مقابل الخروج من المشهد السياسي ÙƒÙØ§Ø¹Ù„ØŒ وعدم الخوض المباشر ÙÙŠ الشأن العام، والالتزام بمواطنة سلبية صامتة. ولن نبني على Ø£ØÙ„ام وأمل مغشوش ÙÙŠ العمل، ØØªÙ‰ وإن زعم البعض أن العمل ÙÙŠ الداخل سيكون عÙويا ويمكن أن يعوض المؤسسة، بعد أن ØªØ®Ù„ÙØª هذه الأخيرة عن أداء واجبها، ÙˆÙØ´Ù„ت ÙÙŠ أداء مهمتها، ÙˆØÙ…لها الإطار المستبد على التواري والعدم. والبعض ينسى طبيعة النظام Ù†ÙØ³Ù‡ وتاريخه وتوجسه Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø· من أي عمل إصلاØÙŠØŒ مؤسساتيا كان أو عÙويا، إذا ØªØØ³Ø³ منه خطابا أو ممارسة يمكن أن تؤذيه أو تعاديه أو لا تخدم مصالØÙ‡.
إن ساعة Ø§Ù„ØµÙØ± السياسية ÙˆØØªÙ‰ Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© هي التي يتم Ùيها الإعلان عن نهاية عهد Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ±Ø§Ø¯ والاستبداد، ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„ÙƒØ±Ø§Ù…Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© والتعددية داخل البلاد، وخاصة لوجود Ø£ØØ²Ø§Ø¨ مدنية ذات مرجعية إسلامية، كما ÙŠØØ¯Ø« ÙÙŠ بلاد الجوار. ØÙŠÙ†Ø°Ø§ÙƒØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ø°Ø§Ùƒ Ùقط لن يبقى لنا مبرر ÙˆØ§ØØ¯ للبقاء خارج أسوار المدينة، ولن يبقى لنا مبرر ÙˆØ§ØØ¯ للتخل٠عن ركب البناء والمساهمة المباشرة ÙÙŠ ازدهار الوطن ÙˆØ±ÙØ§Ù‡ÙŠØ© مواطنيه. ولا ÙŠÙÙÙ‡ÙŽÙ… من هذا أن وجودنا ÙÙŠ المهجر يبقى مشروع انتظار ÙˆÙˆÙ‚ÙˆÙØ§ على Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø±Ø§ÙØŒ ولكن كما ذكرنا Ø¢Ù†ÙØ§ØŒ وجود ÙØ¹Ù„ØŒ Ùˆ مقام نضال وبناء، ومساندة. ولن تأتي ساعة Ø§Ù„ØµÙØ± هذه على طبق من ذهب ولا ÙÙŠ Ù„ÙØ§Ù من ØØ±ÙŠØ± ولا ترقبا لها على نهر السين أو التاميز ولا ÙÙŠ عودة صامتة تمشي ØØ°Ùˆ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø· وتنشر اليأس على الجميع... ولكن عبر ثبات على المبادئ وعمل متواصل ومرونة ÙÙŠ التعامل وثقة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ÙˆÙÙŠ المصير.
إن Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ø¯ الأساسي للعودة أو البقاء ليست Ù…ØµÙ„ØØ© Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ØŒ ولكن Ù…ØµÙ„ØØ© المشروع، ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø¯ جزء منه، وليس Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ø¯ نزوات ÙˆØÙ†ÙŠÙ†Ø§ ÙˆØ¥ØØ¨Ø§Ø·Ø§ ويأسا، ولكن جدوى ÙˆÙØ¹Ø§Ù„ية الإطار، ولا نخال الإطار الداخلي اليوم مهيأ ويØÙ…Ù„ قابلية التعامل بعقلانية ورشد مع المشروع الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية.
إن العودة الصØÙŠØØ© والسليمة هي عودة المشاريع المنبوذة والمشردة والمقصاة والمنÙية مع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ وذويها، وهذا لن يكون ناجعا إلا ضمن Ø§ØªÙØ§Ù‚ شامل ÙˆØÙ„ جامع، يخلّص المشهد السياسي من عقلية Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ±Ø§Ø¯ ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØ© Ø§Ù„ØªÙØ±Ø¯ ومنهجية الإقصاء...
مـــا العمـــل ؟
لا يضير المشروع اليوم أن الكثير من أوراق اللعبة ÙÙŠ يد السلطة وهي تنتهج منهجية القطرة قطرة ÙÙŠ التعامل مع المشهد السياسي، ولكنه كما قلت Ø¢Ù†ÙØ§ الصبر والعمل والمراهنة على Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الطويل مع مرونة لا تلغي الثوابت وبراغماتية لا تزيل المبادئ، زيادة على الثقة ÙÙŠ المشروع الذي Ù†ØÙ…له ÙˆÙÙŠ الوطن الذي ينتظره ÙˆÙÙŠ أن الكثير من الأوراق والمكاسب التي Ù†ØÙ…لها لا يجب أن تغيب أو يقع تهميشها أو تغاÙلها وقد بÙنيَ بعضها على ØµÙØØ§Øª من دماء وأنين وآلام.
إن المطلوب اليوم من ØØ±ÙƒØ© النهضة، وهو Ø§Ù„ÙØµÙŠÙ„ التي عبّر Ø£ØØ¯ قياداته Ø¨ØµÙØ© ÙØ±Ø¯ÙŠØ© عن مواÙقة ضمنية لمنهجية الخلاص Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØŒ ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…ÙˆÙ‚Ùها ÙÙŠ هذا الشأن ولا يجب أن تستهين بهذا المعطى الجديد، وأن ØªØØ³Ù… أمرها Ùيه بكل ØØ²Ù… ووضوØ...
إن المطلوب اليوم من كل ÙØ±Ø¯ ينتمي إلى المشروع الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية أن يراجع مواقÙÙ‡ على ضوء ما يترقبه منه هذا المشروع، ولا ينسى مسؤوليته تجاهه وتجاه وطن لا يزال ÙŠØ¨ØØ« عن خلاص.
إن المطلوب اليوم من السلطة، ولعله يبدو غريبا، أن لا تغتر وتهنأ بمسعاها هذا ÙÙŠ التشجيع على الخلاص Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠ ÙˆÙ‡ÙŠ تظن الإتيان على الوجود الخارجي للمشروع بعد أن استتب لها الداخل أو يكاد. إن المطلوب منها أن تعلم أنه بمسعاها هذا، ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ تواصل الإتيان على مشروع إصلاØÙŠ Ø³Ù„Ù…ÙŠ ديمقراطي، ÙŠØÙ…له ولو مشردين ومبعدين، وطنيون كرماء لا ÙŠØØ¨ÙˆÙ† إلا الخير للوطن، ولا ÙŠØØ¨Ø°ÙˆÙ† العن٠أو المواجهة، ولكن يسعون بكل وطنية إلى تواجد ديمقراطي هادئ مع الجميع دون إقصاء أو تهميش. وهي بهذا الاستبعاد، وبوعي أو بغير وعي تهيئ السلطة الظرو٠المناسبة لنشأة بدائل أخرى تستدعي التطر٠والمغالاة، لأن الطبيعة تهاب Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº. ومن Ù…ØµÙ„ØØ© الوطن عامة الأمن والاستقرار ÙˆØ§Ù„Ø±ÙØ§Ù‡Ø© لجميع مواطنيه.
إن هذا الموق٠الذي يتبناه اللقاء الإصلاØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠ الذي أنتمي إليه، من Ø±ÙØ¶ لهذا الخلاص Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø§ØªØ¬ عن بطالة Ùكرية وعدمية نضالية ÙˆÙØ±Ø§Øº سياسي، واعتباره مطية لضمور المشروع الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية، وتهميشا لدوره ÙÙŠ المشهد العام، يتناغم مع مركزية Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© التي يتبناها "اللقــاء" ÙÙŠ برنامجه والتي تعني Ù…ØµØ§Ù„ØØ© بين المشاريع قبل Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© بين Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ØŒ وعودة هذه المشاريع المشردة إلى أوطانها مع ØØ§Ù…ليها بكل عز وكرامة، ولقاء سليم وسلمي بين Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… والمØÙƒÙˆÙ… بعيدا عن الأضغان ÙˆØ§Ù„ØØ³Ø§Ø³ÙŠØ§Øª ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø³Ø¨Ø§Øª والعداوات، والبناء على بياض.
إن باب Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¤Ù„ يبقى Ù…ÙØªÙˆØØ§ لأن ما خطه قلمي ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØµÙØØ§Øª ليس استثنائيا ولا Ø£ØÙ…له Ù„ÙˆØØ¯ÙŠ ÙˆØ§Ù„ØÙ…د لله، ÙØ²ÙŠØ§Ø¯Ø© عن اللقاء الإصلاØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠØŒ Ùهو موق٠العديد ممن اقتربت منهم، وهذا ÙƒÙيل بزرع بذرة أمل ÙÙŠ غد أكثر إشراقا، وإن كان الØÙ…Ù„ سيتضاع٠على الجميع..ØŒ سلوانا أنه من أجل تونس، وتونس تستØÙ‚ الكثير...
لن يظن Ø£ØØ¯ أننا لا نملك مشاعر وعواط٠ووجدانا، لا يظن Ø£ØØ¯ أن ليس لنا قلوبا Ø¬Ø±ÙŠØØ© أماتها كمدا ÙØ±Ø§Ù‚ Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ø© من آباء وأمهات وإخوة وخلان... بعضنا لم ير والديه منذ عقود، وبعضنا Ø£ØµØ¨Ø ÙŠØªÙŠÙ…Ø§ وذهب الوالد والأم إلى لقاء السماء دون أن يتركوا عنوانا على الأرض... لن يظن Ø£ØØ¯ أن ØÙ†ÙŠÙ† الأوطان قد أسكته طول Ø§Ù„Ø³ÙØ± ووعرة الطريق، Ùكم هي ساعات الليل الطويلة التي ÙŠØ±ÙØ¶ النوم Ùيها مغالبة Ø§Ù„Ø£Ø¬ÙØ§Ù†ØŒ لتØÙ„Ù‚ بنا المشاعر ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ ÙÙŠ سماء بلا أنوار ولا ألوان، تØÙ…Ù„ صورا ØØ²ÙŠÙ†Ø© عن دموع أهل وعشيرة أراد لها بعض أبناء جلدتنا Ù€ سامØÙ‡Ù… الله Ù€ أن تعيش العذاب !!!
لكن كل ذلك ÙŠÙ†ØØ¨Ø³ ØÙ‚يقة ويتوارى لما تكون Ù†Ø§ÙØ°Ø© الرؤيا وزاوية Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ مرضاة رب وإسعاد شعب، ØÙŠØ« ØªØµØ¨Ø ÙƒÙ„ دقيقة ØÙ…Ù„ ومعاناة، كل دمعة ØØ²Ù† ومناجاة، كل ليلة بيضاء، كل Ø¯ÙØ¹Ø§Øª يأس، كل مشاهد Ø¥ØØ¨Ø§Ø·ØŒ كل ساعة بعيدا عن الأهل، كل صراع مع الضمير أو مع الشيطان... كل ذلك ÙŠØµØ¨Ø Ù†Ø³Ø¨ÙŠØ§ ومطية Ù†ØÙˆ المطلق...Ù†ØÙˆ الله.
أوت 2007
ktraouli@yahoo.fr
إن هذه العودة Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØ© والخلاص الشخصي إذا تواصلت بهذا النسق Ùˆ ÙÙŠ ظل هذه المباركة العلنية أو المخÙية لبعض الوجوه أو سكوت الرضا من بعض الجهات، تمثل ØØ³Ø¨ زعمي ضربة قاسية للمشروع تزيده Ø¶Ø¹ÙØ§ وضمورا، وتضا٠إلى منهجية Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠØº والتهميش والاستئصال التي لا زالت تطاله منذ عقود ØÙŠØ« Ø£ÙØ±ØºÙÙ…ÙŽ المشروع السياسي والÙكري على Ø§Ù„Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ والتواري، والابتعاد القسري عن البناء لعدم وجود الطاقات الكÙيلة، المسجونة أو المشردة، أو لغلبة الواقع الموضوعي، أو لهيمنة البعد الØÙ‚وقي على ما سواه كما Ø£Ø³Ù„ÙØª Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عنه، وخاصة لعدم وجود خطة عملية ÙÙŠ التوظي٠والبناء الÙكري والمعرÙÙŠ ÙÙŠ ذلك، وهو الأهم.
والليلة ÙƒØ§Ù„Ø¨Ø§Ø±ØØ©ØŒ وها أن المشروع Ù†ÙØ³Ù‡ لا يجد ÙÙŠ وطنه إطارا من Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ§Øª الكÙيلة ببنائه، ÙØ§Ù„سجن الكبير لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¨Ø¯Ø§Ø¹ ولا ØØªÙ‰ بالتواجد البريء، غير المشي ØØ°Ùˆ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø· بدون صوت أو إشارة، ولا يدخل أبنائه المهاجر مكرهين إذا التزموا السكون والتهميش، ولكن ÙŠÙ†Ø³ØØ¨ أو يضمر نتيجة تواصل واقع داخلي ضاغط ولا شك، ولكن هذه المرة برضاء بعض ØØ§Ù…ليه، بوعي أو بغير وعي، وهم يعودون بدونه على Ø£Ø¬Ù†ØØ© من سراب.
استراتيجية العامل المهجري
لا أزلت أعتقد بأن عملية التغيير ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ØªØ±ØªÙƒØ² أساسا على بناء ÙˆÙØ§Ù‚ÙŠ بين الداخل والخارج، وأن المهجر يشكل عنصرا ثابتا ÙˆÙ…ØØ¯Ø¯Ø§ ÙÙŠ البعد الإعلامي والبناء الÙكري Ù„Ù„ØªØØ¶ÙŠØ± للتØÙˆÙ„. ومن Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ© التي جعلت المهجر ملاذا، Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ الأخير عاملا أساسيا ÙÙŠ Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ØªØºÙŠÙŠØ±ØŒ وأن ضموره أو نهايته تعني موت مشروع التغيير أو تأخيره أو تهميشه ÙˆÙØ´Ù„Ù‡. ولقد رأينا مركزية العامل الخارجي ÙÙŠ عديد Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ات التي تعرضت لها المعارضة والتي ساهم المهجر من خلال تعبئته الإعلامية وتواجده المباشر على Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الدولية بالتعري٠بالقضية والمساهمة ÙÙŠ تعرية وجه الاستبداد.
إن تساؤلات عديدة ØªÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ وهي من بديهيات منهجية العودة وهدÙها : هل إذا عدنا عادت معنا ØØ±ÙŠØ§ØªÙ†Ø§ØŒ عادت معنا شاشاتنا وكتاباتنا وأقوالنا ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„نا؟، أم نعود مغللين مكبلين لنلتØÙ‚ بقاÙلة الأÙواه المكمومة والأيادي المضمومة والأوجه الملطومة؟ لقد عشنا ÙÙŠ مناÙÙŠ تنÙّسنا Ùيها معاني Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ونسماتها وأشواقها، ويصعب علينا Ø§Ù„ØªÙ†ÙØ³ خارج إطارها والتخلي عنها بعدما كنهنا مذاقها. كي٠بنا ونØÙ† لم Ù†Ø¹Ø±Ù Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ولا لونها ورضينا بالمناÙÙŠ والتشريد من أجلها، كي٠اليوم ونØÙ† لمسنا ØÙ‚يقتها مع نسبيتها ÙÙŠ هذه البلاد الطيبة وعشنا أيامها ولياليها، أن نرضى بانÙلاتها عنا؟ لقد خرجنا من أجل Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ Ùهل نعود بدونها؟ لقد خرجنا من أجل وطن Ø¬Ø±ÙŠØØŒ Ùهل نطأ أرضه من جديد دون أن نضمد جراØÙ‡ØŸ [ خالد الطراولي المنÙيون والمشردون جنان معلقة أم مأساة منÙية 15.02.2006 رسالة اللقاء رقم 3] [www.liqaa.net
إني أزعم أن المهجر وإن كان إطار تشريد ونÙÙŠ ولجوء وعذابات ÙˆÙØ±Ø§Ù‚ وآلام، غير أنه كان "ÙØ±ØµØ©" ورب ضارة Ù†Ø§ÙØ¹Ø©ØŒ ÙÙŠ وجود إطار من ØØ±ÙŠØ© نسبية، معدومة ÙÙŠ الوطن، وجب استغلالها الأقصى وتوظي٠زمنها الثمين ÙÙŠ البناء الÙكري والإعلامي، ولا أن يقع ارتهان المعرÙÙŠ بالØÙ‚وقي لأكثر من عقد ونص٠من الزمن، ÙØ¶Ù…ر كل البناء ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙØ¶Ùاضا لا يقاوم أي موجة نقد جدية أو ØØªÙ‰ Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù هابط.
إن هذه العودة "للعادية" Ù„Ù„ÙØ±Ø¯ الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية هي أكبر خطأ تجاه المشروع وأكثر خطر يطاله للتهميش واللامبالاة، ØÙŠØ« أنه إذا تخلى أهل الدار عن دارهم Ùمن ÙŠØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ù…ÙØ§ØªÙŠØ ÙˆÙŠÙØªØ الأبواب، Ùهي إلى التلاشي ولو على مراØÙ„ لا Ù…ØØ§Ù„Ø© تسير. وهذه " العادية" Ùˆ"اللامبالاة" التي تتبعها، تجاه المشروع والذي طال المهجّرين والمبعَدين لن يبقى ØÙƒØ±Ø§ عليهم، وسيطال Ø£Ø·Ø±Ø§ÙØ§ أخرى ÙÙŠ الداخل إذا تواصل ØªÙØ±ÙŠØº الخارج من Ø´ØÙ†Ø§ØªÙ‡ØŒ وعلينا أن نتساءل عن ØØ§Ù„ أكثر من 30 أل٠سجين انتموا يوما لهذا المشروع، ونسأل أين هم؟؟؟
متـــى نعـــود إذا ؟
ليست هجرتنا نهائية ØØªÙ‰ وإن طال الاستقرار ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ من أهل وعشيرة وأبناء ÙˆØØªÙ‰ Ø£ØÙاد، ومشاريع خاصة وعامة، لكن هجرتنا كانت ولا تزال يوم يمّمنا وجوهنا شطر هذه البلاد الطيبة، من أجل مشروع Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©. Ùهل عادت Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ØØªÙ‰ نعود لنساهم مع Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ÙÙŠ بناء هذا الوطن العزيز !!!
إن هذه العودة المغشوشة والتي لا ننسى مباركة السلطة لها، تبقى التزاما ثنائيا مباشرا أو غير مباشر، ونوعا من Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ الجلي أو الخÙÙŠ بين طرÙين، سلطة ÙˆÙØ±Ø¯ØŒ ÙŠØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ للثاني بمقتضاه بالعودة إلى الوطن ÙÙŠ مقابل الخروج من المشهد السياسي ÙƒÙØ§Ø¹Ù„ØŒ وعدم الخوض المباشر ÙÙŠ الشأن العام، والالتزام بمواطنة سلبية صامتة. ولن نبني على Ø£ØÙ„ام وأمل مغشوش ÙÙŠ العمل، ØØªÙ‰ وإن زعم البعض أن العمل ÙÙŠ الداخل سيكون عÙويا ويمكن أن يعوض المؤسسة، بعد أن ØªØ®Ù„ÙØª هذه الأخيرة عن أداء واجبها، ÙˆÙØ´Ù„ت ÙÙŠ أداء مهمتها، ÙˆØÙ…لها الإطار المستبد على التواري والعدم. والبعض ينسى طبيعة النظام Ù†ÙØ³Ù‡ وتاريخه وتوجسه Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø· من أي عمل إصلاØÙŠØŒ مؤسساتيا كان أو عÙويا، إذا ØªØØ³Ø³ منه خطابا أو ممارسة يمكن أن تؤذيه أو تعاديه أو لا تخدم مصالØÙ‡.
إن ساعة Ø§Ù„ØµÙØ± السياسية ÙˆØØªÙ‰ Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© هي التي يتم Ùيها الإعلان عن نهاية عهد Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ±Ø§Ø¯ والاستبداد، ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„ÙƒØ±Ø§Ù…Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© والتعددية داخل البلاد، وخاصة لوجود Ø£ØØ²Ø§Ø¨ مدنية ذات مرجعية إسلامية، كما ÙŠØØ¯Ø« ÙÙŠ بلاد الجوار. ØÙŠÙ†Ø°Ø§ÙƒØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ø°Ø§Ùƒ Ùقط لن يبقى لنا مبرر ÙˆØ§ØØ¯ للبقاء خارج أسوار المدينة، ولن يبقى لنا مبرر ÙˆØ§ØØ¯ للتخل٠عن ركب البناء والمساهمة المباشرة ÙÙŠ ازدهار الوطن ÙˆØ±ÙØ§Ù‡ÙŠØ© مواطنيه. ولا ÙŠÙÙÙ‡ÙŽÙ… من هذا أن وجودنا ÙÙŠ المهجر يبقى مشروع انتظار ÙˆÙˆÙ‚ÙˆÙØ§ على Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø±Ø§ÙØŒ ولكن كما ذكرنا Ø¢Ù†ÙØ§ØŒ وجود ÙØ¹Ù„ØŒ Ùˆ مقام نضال وبناء، ومساندة. ولن تأتي ساعة Ø§Ù„ØµÙØ± هذه على طبق من ذهب ولا ÙÙŠ Ù„ÙØ§Ù من ØØ±ÙŠØ± ولا ترقبا لها على نهر السين أو التاميز ولا ÙÙŠ عودة صامتة تمشي ØØ°Ùˆ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø· وتنشر اليأس على الجميع... ولكن عبر ثبات على المبادئ وعمل متواصل ومرونة ÙÙŠ التعامل وثقة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ÙˆÙÙŠ المصير.
إن Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ø¯ الأساسي للعودة أو البقاء ليست Ù…ØµÙ„ØØ© Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ØŒ ولكن Ù…ØµÙ„ØØ© المشروع، ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø¯ جزء منه، وليس Ø§Ù„Ù…ØØ¯Ø¯ نزوات ÙˆØÙ†ÙŠÙ†Ø§ ÙˆØ¥ØØ¨Ø§Ø·Ø§ ويأسا، ولكن جدوى ÙˆÙØ¹Ø§Ù„ية الإطار، ولا نخال الإطار الداخلي اليوم مهيأ ويØÙ…Ù„ قابلية التعامل بعقلانية ورشد مع المشروع الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية.
إن العودة الصØÙŠØØ© والسليمة هي عودة المشاريع المنبوذة والمشردة والمقصاة والمنÙية مع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ وذويها، وهذا لن يكون ناجعا إلا ضمن Ø§ØªÙØ§Ù‚ شامل ÙˆØÙ„ جامع، يخلّص المشهد السياسي من عقلية Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ±Ø§Ø¯ ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØ© Ø§Ù„ØªÙØ±Ø¯ ومنهجية الإقصاء...
مـــا العمـــل ؟
لا يضير المشروع اليوم أن الكثير من أوراق اللعبة ÙÙŠ يد السلطة وهي تنتهج منهجية القطرة قطرة ÙÙŠ التعامل مع المشهد السياسي، ولكنه كما قلت Ø¢Ù†ÙØ§ الصبر والعمل والمراهنة على Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الطويل مع مرونة لا تلغي الثوابت وبراغماتية لا تزيل المبادئ، زيادة على الثقة ÙÙŠ المشروع الذي Ù†ØÙ…له ÙˆÙÙŠ الوطن الذي ينتظره ÙˆÙÙŠ أن الكثير من الأوراق والمكاسب التي Ù†ØÙ…لها لا يجب أن تغيب أو يقع تهميشها أو تغاÙلها وقد بÙنيَ بعضها على ØµÙØØ§Øª من دماء وأنين وآلام.
إن المطلوب اليوم من ØØ±ÙƒØ© النهضة، وهو Ø§Ù„ÙØµÙŠÙ„ التي عبّر Ø£ØØ¯ قياداته Ø¨ØµÙØ© ÙØ±Ø¯ÙŠØ© عن مواÙقة ضمنية لمنهجية الخلاص Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØŒ ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…ÙˆÙ‚Ùها ÙÙŠ هذا الشأن ولا يجب أن تستهين بهذا المعطى الجديد، وأن ØªØØ³Ù… أمرها Ùيه بكل ØØ²Ù… ووضوØ...
إن المطلوب اليوم من كل ÙØ±Ø¯ ينتمي إلى المشروع الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية أن يراجع مواقÙÙ‡ على ضوء ما يترقبه منه هذا المشروع، ولا ينسى مسؤوليته تجاهه وتجاه وطن لا يزال ÙŠØ¨ØØ« عن خلاص.
إن المطلوب اليوم من السلطة، ولعله يبدو غريبا، أن لا تغتر وتهنأ بمسعاها هذا ÙÙŠ التشجيع على الخلاص Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠ ÙˆÙ‡ÙŠ تظن الإتيان على الوجود الخارجي للمشروع بعد أن استتب لها الداخل أو يكاد. إن المطلوب منها أن تعلم أنه بمسعاها هذا، ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ تواصل الإتيان على مشروع إصلاØÙŠ Ø³Ù„Ù…ÙŠ ديمقراطي، ÙŠØÙ…له ولو مشردين ومبعدين، وطنيون كرماء لا ÙŠØØ¨ÙˆÙ† إلا الخير للوطن، ولا ÙŠØØ¨Ø°ÙˆÙ† العن٠أو المواجهة، ولكن يسعون بكل وطنية إلى تواجد ديمقراطي هادئ مع الجميع دون إقصاء أو تهميش. وهي بهذا الاستبعاد، وبوعي أو بغير وعي تهيئ السلطة الظرو٠المناسبة لنشأة بدائل أخرى تستدعي التطر٠والمغالاة، لأن الطبيعة تهاب Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº. ومن Ù…ØµÙ„ØØ© الوطن عامة الأمن والاستقرار ÙˆØ§Ù„Ø±ÙØ§Ù‡Ø© لجميع مواطنيه.
إن هذا الموق٠الذي يتبناه اللقاء الإصلاØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠ الذي أنتمي إليه، من Ø±ÙØ¶ لهذا الخلاص Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø§ØªØ¬ عن بطالة Ùكرية وعدمية نضالية ÙˆÙØ±Ø§Øº سياسي، واعتباره مطية لضمور المشروع الإصلاØÙŠ Ø°ÙŠ المرجعية الإسلامية، وتهميشا لدوره ÙÙŠ المشهد العام، يتناغم مع مركزية Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© التي يتبناها "اللقــاء" ÙÙŠ برنامجه والتي تعني Ù…ØµØ§Ù„ØØ© بين المشاريع قبل Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© بين Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ØŒ وعودة هذه المشاريع المشردة إلى أوطانها مع ØØ§Ù…ليها بكل عز وكرامة، ولقاء سليم وسلمي بين Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… والمØÙƒÙˆÙ… بعيدا عن الأضغان ÙˆØ§Ù„ØØ³Ø§Ø³ÙŠØ§Øª ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø³Ø¨Ø§Øª والعداوات، والبناء على بياض.
إن باب Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¤Ù„ يبقى Ù…ÙØªÙˆØØ§ لأن ما خطه قلمي ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØµÙØØ§Øª ليس استثنائيا ولا Ø£ØÙ…له Ù„ÙˆØØ¯ÙŠ ÙˆØ§Ù„ØÙ…د لله، ÙØ²ÙŠØ§Ø¯Ø© عن اللقاء الإصلاØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠØŒ Ùهو موق٠العديد ممن اقتربت منهم، وهذا ÙƒÙيل بزرع بذرة أمل ÙÙŠ غد أكثر إشراقا، وإن كان الØÙ…Ù„ سيتضاع٠على الجميع..ØŒ سلوانا أنه من أجل تونس، وتونس تستØÙ‚ الكثير...
لن يظن Ø£ØØ¯ أننا لا نملك مشاعر وعواط٠ووجدانا، لا يظن Ø£ØØ¯ أن ليس لنا قلوبا Ø¬Ø±ÙŠØØ© أماتها كمدا ÙØ±Ø§Ù‚ Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ø© من آباء وأمهات وإخوة وخلان... بعضنا لم ير والديه منذ عقود، وبعضنا Ø£ØµØ¨Ø ÙŠØªÙŠÙ…Ø§ وذهب الوالد والأم إلى لقاء السماء دون أن يتركوا عنوانا على الأرض... لن يظن Ø£ØØ¯ أن ØÙ†ÙŠÙ† الأوطان قد أسكته طول Ø§Ù„Ø³ÙØ± ووعرة الطريق، Ùكم هي ساعات الليل الطويلة التي ÙŠØ±ÙØ¶ النوم Ùيها مغالبة Ø§Ù„Ø£Ø¬ÙØ§Ù†ØŒ لتØÙ„Ù‚ بنا المشاعر ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ ÙÙŠ سماء بلا أنوار ولا ألوان، تØÙ…Ù„ صورا ØØ²ÙŠÙ†Ø© عن دموع أهل وعشيرة أراد لها بعض أبناء جلدتنا Ù€ سامØÙ‡Ù… الله Ù€ أن تعيش العذاب !!!
لكن كل ذلك ÙŠÙ†ØØ¨Ø³ ØÙ‚يقة ويتوارى لما تكون Ù†Ø§ÙØ°Ø© الرؤيا وزاوية Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ مرضاة رب وإسعاد شعب، ØÙŠØ« ØªØµØ¨Ø ÙƒÙ„ دقيقة ØÙ…Ù„ ومعاناة، كل دمعة ØØ²Ù† ومناجاة، كل ليلة بيضاء، كل Ø¯ÙØ¹Ø§Øª يأس، كل مشاهد Ø¥ØØ¨Ø§Ø·ØŒ كل ساعة بعيدا عن الأهل، كل صراع مع الضمير أو مع الشيطان... كل ذلك ÙŠØµØ¨Ø Ù†Ø³Ø¨ÙŠØ§ ومطية Ù†ØÙˆ المطلق...Ù†ØÙˆ الله.
أوت 2007
ـ انتهـــــى ـ