ÙÙŠ التغيير ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© [5/5] الجزء الخامس:Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية: أدعو إلى عودة الشيخ راشد إلى البلاد!/ خالد الطراولي
د. خــالد الطراولي
ktraouli@yahoo.fr
Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ù€Ù€Ù€Ù€Ø© : هذه الورقة التي نقدمها بين أيديكم والتي تØÙ…لها خمسة أجزاء، تمثل اجتهادا ÙÙŠ مسألة التغيير المقبلة عليها تونس، وتشكل رأي اللقاء الإصلاØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠ ÙÙŠ قضية التوريث وتمرير الØÙƒÙ… ودور المعارضة المدنية والجماهير التونسية ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ù…ØØ·Ø© الخطيرة التي تمر بها البلاد، والتي تستدعي كثيرا من المسؤولية، كثيرا من الوعي، وكثيرا من القيم! وصدق Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ ØÙŠÙ† قال : لو ما أعلّل Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨Ø§Ù†ØªØ¸Ø§Ø± غد // لقلت خاب الذي أرجوه ÙÙŠ بلدي!
لعل الاخوة ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© النهضة سيهزهم هذا Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±Ø ÙˆÙ„Ø¹Ù„ بعض التخمينات تذهب على غير مقاصدها... إن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية ورقة ذات ØØ¯ÙŠÙ†ØŒ إما أن ØªØ¨ØØ« عن ØØ°Ùها بظلÙها، والمتمثل أساسا ÙÙŠ سكونها وتقوقعها أو تذبذب خطابها ومواقÙها أو تهميش ÙØ¹Ù„ها أو عدم الثقة ÙÙŠ ذاتها أو ابتعادها عن مواقع Ø§Ù„ØØ¯Ø«ØŒ وهو ما يعني موتها ولو بعد ØÙŠÙ†... وإما أن تصنع Ø§Ù„ØØ¯Ø« وتكون قاطرة التغيير ÙˆØ§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹Ø© إليه، وهو ما يعني بقائها ووجودها، والمساهمة على استمرار Ø§Ù„Ù†ÙØ³ التغييري والمقاوم ÙÙŠ البلاد، خاصة وأن الأمر جلل والبلاد على Ù…ÙØªØ±Ù‚ طريق ØØ§Ø³Ù…ØŒ ولم يعد مجديا ولا مسئولا البقاء على الأطلال أو المراهنة على العدم!
إن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية الإصلاØÙŠØ© كما قلت ÙÙŠ الأجزاء السابقة غنية بتنوعها، بيمينها ويسارها، بمنتظميها ومستقليها، إلا أن ØØ±ÙƒØ© النهضة تمثل ولا شك الطر٠الأكبر ÙˆØ§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù‡ÙŠÙ…Ù† ÙˆØµØ§ØØ¨Ø© التاريخ الأوÙى، ولقد ساهمت Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية ولا تزال ÙÙŠ بناء الوعي وتأطير الأمل واستنهاض الهمم والبقاء شوكة ÙÙŠ ØÙ„Ù‚ الاستبداد...ÙˆØ¯ÙØ¹Øª غاليا هذا التواجد وهذه المساهمة من أجل بناء تونس الغد رغم بعض الأخطاء التي ØØµÙ„ت. وهذه Ù…ØØ·Ø© ÙÙŠ مسار التغيير وليست كل المسار، ومرØÙ„Ø© Ù…ØØ¯Ø¯Ø© ÙÙŠ سياق مراØÙ„ التغيير، وليست كل المراØÙ„ØŒ وتجربة Ù…ØØ¯Ø¯Ø© ÙÙŠ إطار التجارب السياسية بما ØÙ…لته من صواب وخطأ، وليست هي كل التجربة ولا التجربة الوØÙŠØ¯Ø© ولا Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯Ø©ØŒ Ùˆ هي تستدعي وجوبا تجارب أخرى! إن الأمر كما قلنا خطير ولا مبالغة ÙÙŠ ذلك، ويتطلب بكل أمانة تجاوز هذه المرØÙ„Ø© بشعار آخر وعنوان آخر ومنهجية تغيير سلمية أخرى...
لقد تعرضت Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية إلى خلل قد ØµØ§ØØ¨ مشوارها، وهو ÙŠØÙˆÙ… إجمالا ØÙˆÙ„ مواقÙها السياسية وقراراتها Ø§Ù„ØØ²Ø¨ÙŠØ© والتنظيمية ومنهجيتها ÙÙŠ التغيير، وقد تواترت الكتابات ØÙˆÙ„Ù‡ ضمنيا أو بيانا، رغم أن المراجعات الواÙية ÙˆØ§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ية لم تقع بعد، وهي نقيصة لا يبررها منغصات الواقع أو خصوصية المرØÙ„ة، من وجود مهجري ضاغط واستثنائي، أو هيمنة وإلزامات المطلب الØÙ‚وقي، أو ما تعرضت له Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية من مآسي المناÙÙŠ والسجون والمعتقلات.
ولقد تعرضت إجمالا ÙÙŠ كتابات سابقة إلى بعض نواØÙŠ Ù‡Ø°Ø§ الخلل المنهجي، وجذبت Ø·Ø±Ù Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« خاصة إلى هيمنة البعد السياسي وضمور البعد الÙكري والمعرÙÙŠ والذي يلخصه ضع٠البرامج والبدائل. وقد ساهمت تصÙية Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© وإبعادها قهرا وجورا عن منازل Ø§Ù„ØØ¯Ø« ونÙيها عن أرض الوطن، ÙÙŠ تجاوز بعض Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والوقائع لها وبروز بعض الظواهر ÙÙŠ غيابها، إلا أن متابعة الواقع التونسي عن قريب وعن كثب لم تنقطع، والتواصل مع شؤون البلاد بقي موجودا رغم الصعوبات ÙˆØ§Ù„ØØµØ§Ø± الإعلامي الضاغط. ولعل دخول قضية التوريث على الخط وهيمنتها، وما ينتظر البلاد من Ø£ØØ¯Ø§Ø« تجعل ولا شك ØØ¶ÙˆØ± Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية ÙÙŠ مستويات عليا أمرا ضروريا وواجبا شرعيا ومسؤولية وطنية عظمى.
نداء الصØÙˆØ© : نداء الدين، نداء القيم، نداء المواطنة.
لن نبخس الناس أشيائهم، ÙØ¥Ø°Ø§ كانت الصØÙˆØ© الأولى ÙÙŠ سبعينات وثمانينات القرن الماضي قد غرست جذورها وسقت سنابلها وسهرت على ينع زهورها وطيبة ثمارها Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية، التي أطرت Ùكرها ÙˆÙØ¹Ù„ها وساهمت ÙÙŠ بروز ØØ§Ù„Ø© تدين اجتماعي معتبر، ÙØ¥Ù† الصØÙˆØ© الثانية قد انطلقت ÙÙŠ التسعينات ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية ÙÙŠ عمق الأزمة وشدتها، Ùكان ظهور التدين Ù…Ù„ÙØªØ§ شبابيا ونسائيا ÙÙŠ أرض غير ذات زرع أو هكذا ما كان يتخيله الاستبداد، بعد عملية تجÙي٠ينابيع التدين ÙÙŠ البلاد. ÙØ£ØºÙ„قت Ù…Ù†Ø§ÙØ° الأرض ÙØ¬Ø§Ø¡ الغيث من أبواب السماء، وكانت الصØÙˆØ© الثانية " صØÙˆØ© الأطباق " [انظر مقالي "قراءة ÙÙŠ العلاقة بين الاسلام السياسي وظاهرة التدين الاجتماعي" موقع "اسلام اون لاين" 2001 ] ورغم بروز هذه الصØÙˆØ© ÙÙŠ غياب Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية، ÙØ¥Ù† التأثير غير المباشر للصØÙˆØ© الأولى بقي قائما عبر ما تركته Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© من مشاتل وزرعته من جذور طيبة. غير أن تواصل هذا الغياب جعل الصØÙˆØ© الثانية تقوي عودها Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ اعتمادا على رؤى وإرشادات ÙˆÙØªØ§ÙˆÙ‰ على الهواء، كان البعض منها مسقطا على أرض غير أرضه ومنبتا عن واقعه. Ùنشأت الصØÙˆØ© غير مأطرة بعيدا عن إرشادات علماء الداخل ÙˆÙÙŠ غياب الÙكر الإصلاØÙŠ Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© وروادها.
المتابع لوضع الصØÙˆØ© ØØ§Ù„يا ومشوارها منذ انطلاقتها Ø§Ù„Ù…ØØªØ´Ù…Ø© يخرج بتشخيص عجيب، Ùقد يظهر للعيان أن طريق الصØÙˆØ© لم يكن Ù…ÙØ±ÙˆØ´Ø§ بالورود، ÙØ¨Ø¯Ø£Øª تنتاب مسيرته مخاو٠من بعض Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùات التي تستوجب معالجة سريعة وعميقة، ØØªÙ‰ لا يقع السقوط ÙˆØªØµØ¨Ø Ø§Ù„ØµØÙˆØ© ظاهرة موضة تنتهي بانتهاء ÙØµÙ„ها، أو تهوى ÙÙŠ مستنقعات القراءت المستعجلة والموهومة Ùيقع Ø§Ù„Ù…ØØ¸ÙˆØ±.
لقد غلب على بعض أطرا٠الصØÙˆØ© خطان متوازيان [ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« غير عام ولكنها ظاهرة Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø©] Ùهي بين مرونة Ù…Ø²ÙŠÙØ© تقارب الانØÙ„ال، وبين تطر٠ومغالاة أنتجته مقولات التكÙير والتجهيل. ÙØµØ§Ø±Øª بعض أطرا٠الصØÙˆØ© إلى Ø§Ù†ÙØµØ§Ù… بين الشعيرة والسلوك، Ùيمكن أن تجد صائما نهاره وقائما ليله ولا يتورع من أخذ الربا أو أكل الرشوى أو سوء المعاملة ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„. ÙˆÙÙŠ المقابل ÙØ¥Ù† خطا متزمتا ÙŠØÙ…Ù„ علما مبتورا وقراءة خاطئة ومدÙوعا Ø¨ØØ§Ù„Ø© الجور والاستبداد وغياب Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ§ØªØŒ ومستÙَزا من Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© مظاهر التدين غير المرضي عليه ÙƒØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ واللØÙŠØ© والقميص، قد خرج Ø±Ø§ÙØ¹Ø§ رايته وساع للوقوع ÙÙŠ قطيعة مع مجتمعه ولعله الوقوع ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØØ¸ÙˆØ±...
ومما زاد الطين بلة أن دخل على الخط ÙÙŠ الاقتراب من الصØÙˆØ© وملامسة مسارها عنصر جديد، ÙØ¨Ø¹Ø¯ خطة تجÙي٠منابع التدين ÙÙŠ البلاد ÙˆÙØ´Ù„ها الذي أثبته بروز الصØÙˆØ© الثانية، Ø£Ø¶ØØª السلطة تقترب بهدوء منها بعدما تبين لها خطورة Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùها Ù†ØÙˆ منازل تهدد استقرار البلاد وبالتالي استقراره وبقاءه هو، Ùمسألة الأمن الداخلي واستقرار المشهد العام يعتبران خطا Ø£ØÙ…را وورقة طالما خدمت السلطة اقتصاديا وخارجيا، ولذلك سعت ØªØØª صخب إعلامي إلى Ø§Ø³ØªØ¶Ø§ÙØ© بعض علماء الصØÙˆØ© العالميين، والذين كانوا من المغضوب عليهم لوقت غير بعيد، من أمثال الشيخ يوس٠القرضاوي والدكتور سلمان العودة، Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© تغيير الصورة البغيضة التي ØÙ…لتها تونس تجاه الدين والتدين وتبليغ رسالة إلى الداخل والصØÙˆØ© خصوصا، أن السلطة ليست ÙÙŠ مواجهة مع الإسلام "المعتدل". هذا الإسلام الذي بدأت ØªÙØ·Ø¨Ø® بزاره وملØÙ‡ منذ مدة على أوتار دخول صهر الرئيس ÙÙŠ بوتقة التدين التونسي المالكي الوسط، Ùكانت إذاعة الزيتونة ولØÙ‚ بها ØØ§Ù„يا البنك الإسلامي، ÙˆØ£ØµØ¨ØØª السلطة تلعب هي أيضا ورقة الصØÙˆØ© ÙÙŠ عملية التوريث واستغلال ØØ§Ù„Ø© التدين المتصاعدة ÙÙŠ البلاد وعدم مواجهة التيار ولكن مسايرته وكسب انتماءه أو ØÙŠØ§Ø¯Ù‡.
لنكن واضØÙŠÙ† قبل مواصلة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ ليست Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية الوريثة الشرعية والوØÙŠØ¯Ø© للدين والتدين، وليست Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØ±Ø¯Ø© Ø¨ØØ±Ø§Ø³Ø© المعبد، وليست رؤاها مقدسة أو Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ معصومين، ولكنها تØÙ…Ù„ مقدسا ومرجعية تستقي منها اجتهاداتها ومقارباتها المدنية القابلة للخطأ والصواب، Ùوجود آخرين لإشاعة المعرو٠والخير بين الناس وخدمة الدين والتدين ÙˆØÙ…اية الصØÙˆØ©ØŒ أمر مبارك ومØÙ…ود ويشجع عليه، ولكننا عليه ثلاث تØÙظات:
Ù€ نعتبر Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ مؤهلين أكثر من غيرنا ÙÙŠ ملامسة الصØÙˆØ© ومشاكلها وآمالاها، Ùمن Ù†ÙØ³ الينبوع نستسقي خطواتنا البعيدة والقريبة مما يجعلنا ÙÙŠ ÙˆÙØ§Ù‚ وانسجام مرجعي وواقعي معها Ùيسهل Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ£Ø·ÙŠØ± وتوجيهها الوجهة Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© دون توظي٠سياسي، من أجل Ø±ÙØ§Ù‡ØªÙ‡Ø§ الدينية والدنيوية خدمة لكل المجتمع. وهذا ØÙ‚نا الذي لا نلزم به Ø£ØØ¯Ø§ØŒ وإلا Ùهو ØªÙ†Ø§ÙØ³ بين كل الأطرا٠لكسب ودّ الصØÙˆØ©ØŒ وليس ÙÙŠ هذا عيب إذا سÙÙ…Ø Ù„Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹ بالتواجد والعمل، ولن ØªØ±ÙØ¶ Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية تواجد أطرا٠أخرى إذا Ø®Ùلّيَ هي أيضا بينها وبين الناس.
Ù€ نرى أن هناك تضاربا بين إطلاق إذاعة للقرآن الكريم وإنشاء بنك إسلامي، وبين المواصلة اليومية Ù„Ù…ØØ§ØµØ±Ø© Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ والتضييق على ØµØ§ØØ¨Ø§ØªÙ‡ وعلى بعض الشباب المرتادين للمساجد خاصة ÙÙŠ صلاة Ø§Ù„ÙØ¬Ø±ØŒ وهو تضارب يلغي النوايا الطيبة التي تظهرها السلطة تجاه الصØÙˆØ© ويلقي بظلال ÙƒØ«ÙŠÙØ© ØÙˆÙ„ مصداقيتها.
Ù€ الإسلام ليس قطعة ÙØ³ÙŠÙساء ولا تجزأة Ùيه، والإسلام كلّ ÙˆÙˆØØ¯Ø© يجعل من كرامة المواطن ÙˆØÙ‚وقه ØØ¬Ø± الزاوية وأساسه الأول ومقصده الأعلى "ولقد كرمنا بني آدم" Ùˆ "إني جاعل ÙÙŠ الأرض Ø®Ù„ÙŠÙØ©" ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù… الإنسان ÙˆØÙ‚وقه المدنية يسبق أو لا يقل مكانة من Ø§ØØªØ±Ø§Ù… شعائره وطقوسه والتي تشكل جزء من ØØ±ÙŠØ§ØªÙ‡ العامة.
إن المشروع الإسلامي وإن لم يكن ØÙƒØ±Ø§ على Ø£ØØ¯ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‡ لا يجب استأمانه عند كل من شب ودب ودون وصل كبير بأهداÙÙ‡ ومقاصده ÙˆÙهم لدوره العام الذي يتجاوز منطق الإذاعة الإسلامية ÙˆØ§Ù„ØªÙ„ÙØ§Ø² الإسلامي والبنك الإسلامي ولما لا العسل الإسلامي! Ù†ØÙ† لا نريد مستبدا وإن كان ÙŠØÙ…Ù„ ÙÙŠ اليد اليمنى مصØÙا وباليسرى Ø³Ø¨ØØ© تعدّ عدد مساجين الرأي ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© والكرامة.
ليست Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية مع شخص صهر الرئيس مشكلة ولا عداوة، ÙØ¥Ù† كان يعمل من أجل تدين معتدل كما ØµØ±Ø Ø¨Ø°Ù„ÙƒØŒ Ùله ذلك ولكن Ù„ÙŠÙØ³Ù…ÙŽØ Ù„Ù†Ø§ أن نتواجد ونكون طر٠خير ÙÙŠ هذه المعادلة، Ùلم تكن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية من خلال برامجها وتنزيلاتها، داعية تطر٠أو مغالاة، بل كانت ولا تزال تتبنى الوسطية كشعار وارتضت أن ØªØ¯ÙØ¹ باهظا هذا السلوك Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ ÙˆØ¥Ù† كانت هناك بعض السقطات Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØ±Ø¯Ø©. ويبقى التدين ÙÙŠ Ù…Ùهومه العام منهجية للتغيير سواء كان تغييرا بسيطا ÙÙŠ مستوى السلوك Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠ Ø£Ùˆ ÙÙŠ مستوى الشأن العام. وليس التدين منهجية للتقوقع والإرجاء. تدين الشعيرة ÙŠØµØ¨Ø ØªØ¯ÙŠÙ†Ø§ مغشوشا إذا لم ÙŠØµØ·ØØ¨Ù‡ تدين السلوك والمعاملات والأØÙˆØ§Ù„ الشخصية ومسألة الØÙƒÙ… والسلطان، وإذا لم يدعم ØØ±Ø§Ùƒ المجتمع Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„. [التدين كمنهجية للتغيير 2003]
نعم الصØÙˆØ© ÙÙŠ خطر، وتستوجب أكثر من إطار، نعم الصØÙˆØ© ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© إلى من يؤطرها التأطير السليم ويوجهها التوجيه Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ من أجل مجتمع السلم والقيم، نعم الصØÙˆØ© ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© إلى علماء صادقين يعيشون مطالبها وقضاياها وواقعها ولا يتركونها ÙØ±ÙŠØ³Ø© للجهل والتأويلات الخاطئة ÙˆØ§Ù„ÙØªØ§ÙˆÙ‰ المسقطة، نعم الصØÙˆØ© ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© إلى من يأخذ بيدها ÙÙŠ هذه الدهاليز الضيقة التي لا تØÙ…Ù„ سوى عناوين الاستبداد والمضايقة ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§ØµØ±Ø©ØŒ نعم Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية دورها المتجدد ÙÙŠ أرض الوطن، ولا نرى لها خير ممثل من غير أعلى مستوياتها ورموزها، لأن Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© تستدعي أكثر من هم وانشغال ÙˆØªØ±Ù ØØ¯ÙŠØ« وبقاء على الربوة... ولذلك عبر هذه الورقة أدعو إلى عودة الشيخ راشد إلى أرض الوطن والمساهمة ÙÙŠ ØÙ…اية الصØÙˆØ© عن قرب وعجل. لكن هذا النداء لا يق٠عند Ø¯Ø§ÙØ¹ الصØÙˆØ© والإسلام بل يمتزج بنداء آخر ليس أقل وقعا ولا أضع٠شأنا، وهو نداء الوطن!
نداء الوطن : نداء الإيمان، نداء الواجب، نداء Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ نداء المسؤولية.
كما أسلÙنا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙˆØØªÙ‰ لا نعيد تكراره، ÙØ¥Ù† واقع البلاد ومستقبلها وما ÙŠÙØ·Ø¨Ø® لها وراء الأسوار، وإزاء مشهد سياسي متأزم وقابل لكل الخيارات، ÙØ¥Ù† دور Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØŒ التاريخ البعيد والقريب ÙŠØ¯ÙØ¹Ù‡Ø§ØŒ وضميرها وضمير الأمة لا يتركها، ومصداقيتها ÙÙŠ الميزان، وشرعية تواجدها مرتبط Ø¨Ø±ÙØ¹Ù‡Ø§ Ù„Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§ØªØŒ ومرجعيتها المقدسة لا تترك لها خيارا ولا مجالا للتوق٠والاجتهاد، والجماهير تنتظر صدق Ø§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ وإخلاصها، ووطن Ø¬Ø±ÙŠØ ÙŠÙ†Ø§Ø¯ÙŠ! كل ذلك ÙŠØ³ØØ¨ عن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية أي تردد ويجعلها ÙÙŠ مواجهة مصيرها، ÙØ¥Ù…ا ØÙŠØ§Ø© مع شعبها وإما Ùناء وعدم.
Ùلا يمكن Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية أن تكون غائبة عن هذه المرØÙ„Ø© Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³Ø© التي تمر بها البلاد، وعليها أن تكون ÙØ·Ù†Ø© واعية وممنهجة. ولعل قائلا أن يقول: أن أعضاء Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية والنهضة خصوصا، قيادة وقاعدة، موجودون داخل البلاد، بعضهم خرج لتوه من السجن والبعض الأخر منذ زمان، ولا يستطيع Ø£ØØ¯ ÙØ¹Ù„ شيء، ÙØ§Ù„درة منتصبة والتضييقات له بالمرصاد! وليس أكبر دليلا على ذلك غياب أي تأثير Ù„ØØ±ÙƒØ© النهضة ÙÙŠ مجريات البلاد، بل يذهب البعض إلى أنها لم تعد Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© من قبل الجيل الجديد! من أجل ذلك يجب أن يتجدد اللقاء وأن يكون وجودها علنيا ÙˆÙÙŠ أعلى مستوى، عليها أن تصنع Ø§Ù„ØØ¯Ø«ØŒ أن يكون ÙØ¹Ù„ها غير اعتياديا ويمثل سبقا ÙˆÙ…ÙØ§Ø¬Ø£Ø© كبرى من شأنها رج عديد المواقع وخلط كل الأوراق...إني أدعو مجددا إلى عودة الشيخ راشد إلى البلاد وقيادة عملية التغيير أو المساهمة عن قرب وبالنصيب الأوÙÙ‰ ÙÙŠ تنزيلها ونجاØÙ‡Ø§.
إن عودة الشيخ راشد إلى البلاد مدÙوعا بنداء الصØÙˆØ© ونداء الوطن يجعل السلطة أمام خيارين، إما ØØ¨Ø³Ù‡ ÙˆÙ…ØØ§ÙƒÙ…ته ÙˆØ¥Ù„ØØ§Ù‚ الأذى به، وهو خيار له كثير من المعقبات والنتائج على مستوى الداخل والخارج، ÙØ§Ù„شيخ Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ له مكانته الÙكرية والسياسية وليس ذرة مرمية ÙÙŠ Ùلاة، وهو ÙŠØØ¸Ù‰ بمنزلة عالية لدى عديد الأوساط Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ø§ وهيئات، ويملك ØØ¶ÙˆØ±Ø§ إعلاميا مميزا، ومعرو٠لدى الشارع العربي وهو رمز من رموزه الكبار. زيادة على أن هذا الخيار يعظم الإشعاع الشخصي للشيخ ويلقي عليه الضوء داخل البلاد، ويجعله زعيما ÙŠØØ³Ø¨ له Ø£Ù„Ù ØØ³Ø§Ø¨ØŒ ومن غابت عنه Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الشيخ ÙÙØ±ØµØªÙ‡ ØÙ„ت لملامسته. هذا البعد الجماهيري وهذه الشعبية التي يمكن أن ÙŠØØ¯Ø«Ù‡Ø§ خيار Ø§Ù„ØØ¨Ø³ والمØÙƒÙ…ة، يجعلنا نستبعده إلا إذا غلب التهور وسوء المنقلب ووقعت السلطة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØØ¸ÙˆØ±.
أما الخيار الثاني للسلطة Ùهو ترك الشيخ "ØØ±Ø§" مع متابعات وتضيقات والتزامات ÙˆØ¥ØØ±Ø§Ø¬Ø§ØªØŒ لكن عدم استجابة الشيخ ÙˆØ±ÙØ¶Ù‡ لأي ردع وزجر رغم شدة الأذى والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كانت توضع على ظهره الشري٠وهو ساجد ÙÙŠ Ø¨Ø·Ø§Ø Ù…ÙƒØ© الأوساخ وروث الإبل ÙØµØ¨Ø± وما استكان، ÙˆÙ†ØØ³Ø¨ الشيخ Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ أهل للصبر ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡. ومن شأن كل ذلك إرباك السلطة وطرØÙ‡Ø§ لبدائل وتصورات أخرى ولعلها لمساومات!
وقبل أن أختم هذا المل٠أريد أن أغلق بابا لعل الشيطان ÙŠÙØªØÙ‡ØŒ Ùلعل قائلا يقول ولما لا تعود أنت..خالد الطراولي! وأجيب والله على ما أقول شهيد : إن للشيخ Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ منزلة إعلامية ومكانة Ùكرية مرموقة كما ذكرت، ورØÙ… الله امرأ عر٠قدر Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ولو كان لي هذا الإشعاع الإعلامي لما تأخرت Ù„ØØ¸Ø© عن العودة مهما علا ØµÙŠØ§Ø Ø§Ù„ØµØºØ§Ø± وعناد الكبار، ورميت Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ø¥Ù†Ù‚Ø§Ø° هذه البلاد الطيبة وأهلها الطيبين. ÙØ§Ù„مسؤولية أمام الله أكبر من أن يتردد المرء أو يتقاعس، ولن يرØÙ… التاريخ ولا الجماهير من تأخر أو ترك بصماته ØªØØ°Ùˆ بصمات السلطان، وسكن خيمته وأكل ثريده أو ÙØ§Ù„وذجه، بعيدا عن أكواخ الجماهير ورغيÙها.
يبقى أن أذكر ما قلته Ø³Ø§Ù„ÙØ§ وأعيده Ø±ÙØ¹Ø§ لكل التباس أو ظنون، أن ØØ¯ÙŠØ«Ù†Ø§ هذا ومبادراتنا Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØØ© تبقى ÙÙŠ إطار الاجتهاد الخالص من أجل خير البلاد وهي ØªØØªÙ…Ù„ الخطأ والصواب، وإذا رأى الشيخ Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ غير ذلك Ùلعلنا جانبنا الصواب، وهو أعلم Ø¨ØØ§Ù„Ù‡ إذا كانت ØµØØªÙ‡ أو ظروÙÙ‡ الخاصة أو غير ذلك من المعطيات التي نجهلها، لا تسمج بذلك Ùˆ"الله لا ÙŠÙƒÙ„Ù Ù†ÙØ³Ø§ إلا وسعها"...
ولكن ثقوا جميعا أن الداعي لذلك كان الخو٠على المشروع، الخو٠على الصØÙˆØ©ØŒ وأساسا الخو٠على الوطن. ÙˆØØªÙ‰ نكون Ù…ÙØ§ØªÙŠØ خير وبركة ومدرسة تغيير ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§ØØŒ ثقوا أيضا أننا قادرون بعون الله على خلط كل الأوراق وقلب المعادلة والخروج بكل الخير لتونس، ÙˆØ§Ù„Ø±ÙØ§Ù‡ المادي والروØÙŠ Ù„ÙƒÙ„ أبنائها.
ــ انتهــــــي ــ