سيدي بوزيد والتيار الإسلامي..أين أنتم؟؟؟ / د.خالد الطراولي
الØÙ„قـة الأولى
د.خــالد الطراولي
ktraouli@yahoo.fr
"سيدي بوزيد" عنوان جديد ÙÙŠ نضالات الشعوب، تخطى بجغراÙيته الصغيرة Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± ÙˆÙØªØ أبواب المستقبل للجميع، "سيدي بوزيد" Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¬Ø¯ÙŠØ¯ يدخل القواميس العربية والدولية من عليائها ليلتØÙ‚ Ø¨Ù…ØµØ·Ù„ØØ§Øª الارادة والعزيمة ÙˆØ§Ù„ÙØ¹Ù„... "سيدي بوزيد" عنوان إقليمي عربي دولي ولا أبالغ، Ùقد لامست Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© مناطق القرية الكونية ÙˆØ£ØµØ¨ØØª ØØ¯Ø«Ø§ شبه عالمي، "سيدي بوزيد" ØØ§Ø¯Ø«Ø© خرجت من Ù…ØÙ„يتها لتلامس وجدان الشعوب العربية وعقولهم ÙˆÙØªØØª لهم بابا من الأمل والأØÙ„ام [وانظروا إن شئتم تعليقات المئات من المتدخلين على الشبكات الاجتماعية]ØŒ ÙØ£ØµØ¨ØØª ثنايا Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© على مرمى ØØ¬Ø§Ø±Ø©ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø·Ø±ÙŠÙ‚ Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§ والرسالة ÙˆØ§Ø¶ØØ© : الاستبداد لا يدوم، الإستبداد يقاوم، الاستبداد ورقة توت أو أوراق خري٠تتناثر ØÙŠÙ† تقرر Ø§Ù„Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù‡Ø¨ÙˆØ¨ ولو بنسائم رقيقة.
إن Ø£ØØ¯Ø§Ø« "سيدي بوزيد" تستوجب Ø·Ø±Ø Ø¨Ø¹Ø¶ الأسئلة الهامة ØØªÙ‰ نستطيع استثمار ما ØØ¯Ø« Ù…ØÙ„يا وعربيا من أجل Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ الإيجابي Ù†ØÙˆ منازل الخير للجميع. ولن نختÙÙŠ وراء المجاملة أو الخو٠من Ø±ÙØ¹ الغطاء ØØªÙ‰ وإن كانت بعض الأسئلة Ù…ØØ±Ø¬Ø© أو مزعجة أو تتطلب الكثير من الجرأة.
إني أعتقد جازما أن Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ بكل ØØ±ÙŠØ© ومن منطلق وطني خالص وقيمي ØØ§Ø²Ù… مع Ø£ØØ¯Ø§Ø« سيدي بوزيد وقراءتها قراءة بناءة وتخطيط لمستقبل واعد، يمثل Ø¥ØØ¯Ù‰ Ø¥ÙØ±Ø§Ø²Ø§Øª هذا Ø§Ù„ØØ¯Ø« الهام ÙÙŠ تاريخ تونس والذي يتطلب أكثر من ÙˆÙ‚ÙØ© وقراءة وتنزيل. منهجية هذه المجموعة من المقالات التي ستتابع إن شاء الله ستكون قصيرة ØØªÙ‰ نتجنب الملل أو الإعادة والتكرار أو الخطب العصماء، وستكون أقرب إلى التساؤلات ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø±Ø§Øª ØØªÙ‰ تترك للجمهور Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ بكل ØØ±ÙŠØ© وتوجيه أو أقنعة، لأنه ØØ§Ù† الوقت لينزل الكثير من عليائهم وأبراجهم، ÙˆØØ§Ù† الوقت للتعامل الرصين والواعي وغير المتشنج مع Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø«ØŒ ÙˆØØ§Ù† الوقت لتقول الجماهير التونسية قولها بعد أن أكد جانب منها ÙØ¹Ù„Ù‡ ومارس إرادته.
ستØÙ…Ù„ هذه السلسلة المتواضعة خمسة عناوين : التيار الاسلامي / الجماهير / المعارضة / النخبة / والزعيم.
أزمة التيار الإسلامي : ØØ¯ÙŠØ« لا بد منه.
سيدي بوزيد مرت من هنا، وسو٠تترك Ø¬Ø±Ø§ØØ§ ÙˆØ¶ØØ§ÙŠØ§ØŒ Ùهل التيار الإسلامي أو Ø¶ØØ§ÙŠØ§Ù‡Ø§ØŸ سؤال ليس سهل طرØÙ‡ ولكن يجب تنزيله، أم أن أزمة Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية أشد وأسبق ولم يكن Ù„Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الأخير إلا Ø±ÙØ¹ الغطاء عن قدر يغلي أو بارد برود الثلج؟ هل أزمة سيدي بوزيد هي أزمة التيار الإسلامي بكل طوائÙه؟ أين Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª الوسطية الإسلامية، أين ØØ±ÙƒØ© النهضة وما مثلته من تاريخ ÙˆØØ±Ø§Ùƒ وخطاب ورجال، أين اللقاء الإصلاØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠ وقد تبين أنه بقي ØØ²Ø¨Ø§ على النات، أين اليسار الإسلامي وقد ظهر موته أو بقاءه خارج المشهد تماما، أين الإسلاميون المستقلون وقد ØªØØ±Ø±ÙˆØ§ من عباءات التنظيم Ù„ÙŠÙ†Ø³ØØ¨ÙˆØ§ من الواقع Ùلم تعد تسمع لهم همسا ولا ركزا، أين العائدون الذي Ø¯ÙØ¹ÙˆØ§ الثمن باهضا من أجل التواجد ÙÙŠ الوطن، Ùلم نجدهم لما ناداهم الوطن؟
هل Ø§Ù†Ø·ÙØ£Øª شموع التيار الإسلامي الوسطي ØÙ‚ا وخ٠بريقه ÙˆØ£ØµØ¨Ø ØµÙˆØ±Ø§ من التاريخ أو من تقارير البرامج الوثائقية؟ لماذا غابت الشعارات الإسلامية ÙÙŠ التظاهرات وغلب المنØÙ‰ المعيشي والسياسي Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§ØŸ هل كان اليسار أقرب إلى هموم الشعب ومن مطالبهم والأكثر تØÙ…لا وصبرا وقبولا للتضØÙŠØ© Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والنÙيس من أجل الشعب، وبقي اهتمام النخب الإسلامية بعودتهم إلى أرض الوطن والنقاشات الهامشية من الخائن ومن الوطني، وهل الباب الخلÙÙŠ Ù„Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø© مشروع ÙˆØÙ„ال ØŸ أم أن التيار الاسلامي لم يخرج بعد من تبعات مواجهته مع النظام وما أدت إليه من استئصال وسجون ومناÙÙŠ وأنه لم يستطع بعد الوقو٠على رجليه رغم مضي العقدين على الأزمة، Ùهو صمت Ù„ØØ¸Ø© ØØªÙ‰ يضمد جراØÙ‡ ويستعيد عاÙيته ويعود من جديد إلى Ø³Ø§ØØ© النضال؟ ولكن متى ÙˆÙƒÙŠÙØŸ هل يمكن العيش على الأطلال، هل يمكن العيش على الأنقاض، هل يمكن أن يكون الإرجاء أو الانتظار منهجية صائبة والأمواج العاتية تهز Ø§Ù„Ø£Ø·Ø±Ø§ÙØŒ أم أن التريث ولو على أرض ØªØØªØ±Ù‚ أسلم والبقاء على الربوة Ø£ØÙˆØ·ØŸ
ولكن ألم ÙŠØÙ† الوقت للإسلاميين أن يتساءلوا عبر هذه Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« عن موقعهم ÙÙŠ الخارطة السياسية، عن سلامة أدواتهم، عن ÙˆØ¶ÙˆØ Ø®Ø·Ø§Ø¨Ù‡Ù…ØŒ عن ØÙ‚يقة إمكانياتهم، عن ØµØØ© ØªØØ§Ù„ÙØ§ØªÙ‡Ù…ØŒ عن خطإ منهجياتهم أو صوابها؟ ما هي برامجهم ÙÙŠ ØØ§Ù„ الأزمة ÙˆÙÙŠ غير الأزمة؟ كي٠سنطعم هذه الجماهير الجائعة؟ كي٠سنبني مشهدا سياسيا متعددا، ماهي المرجعية ما هو التأصيل ما هي القراءة؟
هل استوعبوا دروس التاريخ وراجعوا مناهجهم وتصوراتهم؟ ماذا يعرÙون عن الجماهير وماذا تعر٠الجماهير عنهم؟ ماهو دور المهجرين ÙÙŠ العلاقة بالداخل وماهو هو دور الداخل ÙÙŠ المشهد العام؟ ماذا بعد الخروج من السجون، ماذا بعد عودة البعض من قياداتهم من مهاجرهم؟ هل Ùهم الناس هذه العودة وقد تضبب الخطاب وتعدد ولم يكن مبدئيا ثابتا، Ùمورس Ùيه التمييز بين العائد القاعدي البسيط والذي ناله التأديب والتأنيب، والعائد القيادي الذي سكت عنه ÙˆØ¨ÙØ±Ù‘رَت عودته بمنطق ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ù…Ø¨Ø§Ù„Øº Ùيه أو صمت مطبق!
لماذا هذا الغياب ÙÙŠ صناعة Ø§Ù„ØØ¯Ø«ØŒ ولعل الجماهير التونسية لم تطالبهم بها وتÙهمت وضعهم أو نسيتهم، ولكن أين غيبتهم ÙÙŠ مواكبة Ø§Ù„ØØ¯Ø« وغيبة شعاراتهم؟ ÙØ¥Ø°Ø§ كان Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø¬ عنهم ÙØ±ÙŠÙ‚ تنØÙ‰ ØªØØª الضغط وغيبوا عن منازل Ø§Ù„ØØ¯Ø« اضطرارا، وآخرون اختاروا السلامة وطلقوا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ السياسي، ÙØ¥Ù† العائدين من المناÙÙŠ قد اختار أغلبهم المشي ØØ°Ùˆ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø· وأصبØÙˆØ§ أناسا عاديين وزيادة همهم إشباع ØÙ†ÙŠÙ† الأوطان والعيش على تاريخهم النضالي والابتعاد كلية عن موقع Ø§Ù„ØØ¯Ø«ØŒ Ùكانوا بصمة الخلل ÙÙŠ مسار Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية خلال هذه Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø«ØŒ ومما زاد الطين بلة أن بعضهم أعلن مساندته للسلطة القائمة Ùˆ ØØ±ÙˆÙ‚ات الشهيد البوعزيزي لم تندمل بعد وأوجاعه لم تنته!
لماذا غاب الداخل وبرز المهجر، كانت المواقع الإسلامية المهجرية ØØ§Ø¶Ø±Ø©ØŒ كان القلم الإسلامي المهجري سيال، كان المناضل المهجري ØØ§Ø¶Ø±Ø§ بكل أدوات النضال السلمية؟ ولكن أليست Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© منبع كل ذلك وما إن ÙŠØªÙˆÙØ± ذلك ÙÙŠ الداخل ÙØ¥Ù† Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± الإسلامي سيكون عاما؟ ولكن مرة Ø£ØØ±Ù‰ لن ØªØØ¸Ø± Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© على طبق، لن يكون المشهد عرسا قائما ولكنها أيام نضال وليال نضال Ùˆ"سيدي بوزيد" مرت من هنا!
Ùما هي الأدوار الجديدة Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية الإصلاØÙŠØ© على ضوء ما تقدم، وما هي النخبة الجديدة وما هي المسؤوليات الجديدة وما هي المنهجية الجديدة وهو الخطاب الجديد؟ أليس Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ من السعي الأولي Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª مع الآخر وهو منهج Ù…ØÙ…ود، السعي أولا إلى رتق هذه Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ© ÙÙŠ الإسلام الوسطي الإصلاØÙŠ Ø¨ÙŠÙ† مستقلين ومنتظمين، بين يمين ويسار، بين الداخل والخارج، بين العائدين والباقين؟ ألم ÙŠØÙ† الوقت لجمع كل الطاقات ÙˆØ§Ù„ÙØ¹Ø§Ù„يات والمجموعات ØªØØª ÙŠØ§ÙØ·Ø© إسلامية ÙˆØ§ØØ¯Ø© وعناوين جامعة ÙÙŠ ØªØØ§Ù„٠إسلامي جديد أو قطب Ù…ØØ§Ùظ جديد؟ أم أن الوقت لم ÙŠØÙ† أو أن الاختلا٠رØÙ…Ø© ولو على جسور من اللاوعي ومن ØµÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…Ø§Ù‡ÙŠØ± وآلامها وأشواقها؟
لكن قصة الغيبة والغيبوبة لم تلمس Ùقط الاسلام الوسطي ولكنها كانت عامة ÙØ£ÙŠÙ† التيار السلÙÙŠ وجماهيريته وشعاراته؟ أم أنه مارد من ورق ونØÙ† نعيش عصر الأشباØ! Ùهل أظهرت Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« قطيعة بينه وبين الشعب، أم أنها التقية وغيبة صغرى بررتها تواجدهم ÙÙŠ السجون؟ هل أن غيابه ÙÙŠ المظاهرات هو تعبير عن عدم اعتراÙÙ‡ بالعمل المدني والسلمي ÙˆØ±ÙØ¶Ù‡ للØÙ„ول الوسطى؟ أم أنه لا يمثل تيارا أو مجموعة مهيكلة ولكنه شتات ومجموعة Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ مستقلين لا تجمعهم خطة وبدائل وبرامج، ÙØºØ§Ø¨ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ والنظر؟ هل أن غلبة المنØÙ‰ الشعائري والطقوسي على الهم الجمعي ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… أبعدهم عن السياسة وثناياها وارتضوا الصومعة على الشارع؟ أم أن Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ التونسي يبقى وسطيا ÙÙŠ تصوراته لا ÙŠØØ¨ المغالاة أيا كانت جهتها، ولذلك استبعد Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù بشعارات Ù…ØªØ·Ø±ÙØ© أو متشددة أو مغالية ذات طابع إسلامي وعقائدي، وبالتالي Ùهل هي رسالة تبلغها Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« إلى هذا التيار أن موقعه السياسي يختل٠عن موقعه الديني ولا ÙŠÙØØ¨Ù‘ÙŽØ° وجوده ÙÙŠ المشهد السياسي، Ùلعل المواطن التونسي يمكن له أن يلبس القميص ويطلق اللØÙ‰ ولكنه لا يريد أن يرى Ø£ØØ¯Ù‡Ù… ÙŠØÙƒÙ…ه؟
ختاما خو٠أØÙ…له وأنا Ø£Ø·Ø±Ø Ù‡Ø°Ù‡ المنجية المستندة على Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ³Ø§Ø± ÙˆØ·Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ø¤Ø§Ù„ أن تكون أزمة التيار الإسلامي ÙÙŠ تونس ÙˆÙÙŠ غيرها من بلاد العرب أعمق وأشد ØÙŠØ« يمكن أن تلامس مناطق القيم والمبائ، ØÙŠØ« يقع الاستسلام لمنطق الواقع Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ† والجار٠أو القراءة المبتورة والمغشوشة للماضي ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ØŒ أو عدم Ùقه المرØÙ„Ø© والجهل بتشابكات Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والأجندات التابعة، للتنازل بوعي أو بغير وعي عن منظومة القيم أو عن بعضها، هذه المنظومة الأخلاقية والقيمية Ø§Ù„ØØ§Ø²Ù…Ø© التي بنت قوما وأمة ÙˆØØ¶Ø§Ø±Ø© والتي مثلت تميز ÙØ¹Ù„نا ونظرنا شكلت ولا تزال أساس نجاØÙ†Ø§ أو ÙØ´Ù„Ù‡.