هل ينتهي الربيع العربي ØÙŠØ« بدأ؟/ د.خالد الطراولي

كانت تونس ØØ¶Ù† الانطلاق Ùهل تكون ØØ¶Ù† Ø§Ù„ÙØ´Ù„ØŸ
تمر التجربة التونسية هذه الأيام بأصعب ÙØªØ±Ø§ØªÙ‡Ø§ وهي تلامس عن قرب سبل بقائها أو طريق ÙØ´Ù„ها وانتهائها.
لقد ØÙ…لت التجربة قراءة جديدة على مستوى الثورة وعلى مستوى ما بعد الثورة، Ùكانت هذه Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¯Ø© عنصر تميز ÙˆØ¥Ø¶Ø§ÙØ© وجدار تماسك وتواصل.
انطلقت الثورة التونسية من أكنا٠المدن وأصقاع الجهات ØªØ±ÙØ¹ ÙŠØ§ÙØ·Ø§Øª العزة والكرامة ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© والمواطنة، Ùكانت سلمية المنطلق سلمية الممارسة سلمية Ø§Ù„Ø£Ù‡Ø¯Ø§ÙØŒ ØÙŠØ« تسارعت Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ÙÙŠ أيام معدودة سقط Ùيها ما يقارب 400 شهيد ولاذ رئيس البلاد Ø¨Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø± ولم يستطع التشبث بصولجانه ودرته، وخرّ كل البناء.
كانت ثورة متميزة، لم تكن ثورة متجذرة وإن كانت تراكمات Ø§Ù„ØØ±Ø§Ùƒ البعيد وعناوين النضال التاريخي Ù…ØªÙˆÙØ±Ø©ØŒ ÙˆØ¯ÙØ¹ البعض الثمن باهظا ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ وأهله وماله.
كانت Ù„ØØ¸Ø© Ø§Ù„ØµÙØ± Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦Ø© للجميع، ÙØÙ„ الارتباك ودخلت الأجندات داخلا وخارجا، ÙˆØØ¯Ø« ما لم يكن مقبولا عقلا ونقلا أن تواصلت المنظومة رغم سقوط الرأس.
لم ØªØØ¯Ø« القطيعة الجذرية مع النظام السابق ÙÙŠ مستوى رجاله ومنظومته، بل واصل بعضهم قيادة البلاد ØªØØª مبرر عدم Ø¥ØØ¯Ø§Ø« شغور Ùيها، كانت دعوى باطلة ولكن قبلها الجميع من أجل عدم سقوط الدولة ÙˆØØ¯ÙˆØ« الÙوضى.
هو ما جعل لقاء ÙØ±ÙŠØ¯Ø§ غريبا يقع بين الأعداء، بين Ùلول الأمس وثوار اليوم، بين ØÙƒØ§Ù… ÙˆÙ…ØªÙ†ÙØ°ÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ù‡Ø¯ القديم ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„مين بعهد جديد، بين Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ ÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø Ù‚Ø¯ÙŠÙ…Ø© من جهة وشعب يرنو إلى القطع مع الماضي وبناء مجتمع العدالة ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© ودولة المؤسسات.
ولعل هذا التواصل الذكي للعهد الجديد ØªØØª مسمى خدمة الثورة جعل هذه الأخيرة ØªØ±Ø§ÙˆØ Ù…ÙƒØ§Ù†Ù‡Ø§ وتلامس الثورة البيضاء التي تطرد ØµØ§ØØ¨ القصر ويأخذ الورثة مكانه ÙˆÙ…ÙØ§ØªÙŠØ الديار بعيدا عن هرج الرعية أو بمباركة ساذجة منها.
هذه القطيعة الثورية التي لم تقع تمثل الركن الأساسي Ù„Ùهم ظاهرة الثورات العربية إجمالا والنموذج التونسي خصوصا ÙˆØªÙØ³Ø± التلكؤ والتخبط ÙˆØØªÙ‰ Ø§Ù„ÙØ´Ù„ الذي ضرب بعضها أو ÙÙŠ الطريق إليها.
إن هذه القطيعة المÙقودة أو المنقوصة ستمثل النقطة الرئيسية ÙÙŠ Ùهم ارتباك الوضع التونسي ÙˆØªØ¯ÙØ¹ البلاد من خلاله الثمن باهظا ÙÙŠ مستوى الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
Ùقد تواصل تمدد وتجرؤ رؤوس العهد القديم وخروجهم إلى Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© من جديد دون خو٠وتوجس بعد ما تواروا ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙ‡ÙˆÙØŒ ثم بلغت الجرأة أن تكونت Ø£ØØ²Ø§Ø¨ تمثلهم ØªØØª ÙŠØ§ÙØ·Ø© قانونية ØµØ±ÙŠØØ© التØÙ‚ بها Ùلول العهد القديم وكبار القوم.
لقد كان للمسار الثوري بوابات استرجاع وعودة Ùكانت الانتخابات التأسيسية لصياغة الدستور عنوانا بارزا ملأ الصورة وأعاد الثقة Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ بأن الثورة تتمكن وأهلها ÙŠØÙƒÙ…ون البلد!
راهن الجميع على ثورية Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… الجديد، ثلاثية ÙØ±ÙŠØ¯Ø© جمعت إسلاميي ØØ±ÙƒØ© النهضة وعلمانيي ØØ²Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¤ØªÙ…Ø± والتكتل، كان التاريخ النضالي للجميع وتراكمه Ù…ØÙ„ ثقة وعربون ÙˆÙØ§Ø¡ ساطع للثورة ومطالبها.
لقد Ø¯ÙØ¹ الإسلاميون ثمنا باهظا طيلة 40 سنة من المناÙÙŠ والسجون بين أموات وجرØÙ‰ ومعذبين ÙÙŠ الأرض، وجاؤوا بهذا الزاد المعنوي لشعب ينتظر ثورة على عهد قديم بائس ناله منه الÙقر والاستبداد ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙˆØ§Ù„Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯.
غير أن الصدمة كانت كبيرة للجميع ØÙŠØ« اختارت السلطة المنتخبة طريقا Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ§ وقراءة أخرى، واختارت الابتعاد عن سياسة ثورية ÙˆØ§Ø¶ØØ© تقطع مع العهد القديم ÙˆØªÙØ¶Ù„ عدم Ø§Ù„ØØ³Ù… ومسايرة الواقع الجديد بكثير من الارتعاش والتوجس.
Ùكانت ØÙƒÙˆÙ…Ø© السيد الجبالي نموذجا لهذا التردد والارتباك تجاه القطع الثوري وما يتطلبه من جرأة ÙˆØØ³Ù…ØŒ عÙÙˆ قلبي ÙÙŠ مقابل غياب العÙÙˆ الشرعي والقانوني، ليتواصل المسار مع الØÙƒÙˆÙ…Ø© الثانية ولكن بأقل تردد وبصعوبة أكبر، لأن المسار التوÙيقي قد أخذ مقعده وبنى خيمته ÙˆØ¯ÙØ¹ برجاله خارجها.
هل Ù†ØØªØ§Ø¬ ثورة ثانية؟
إن المشهد السياسي التونسي يسعى ÙÙŠ هذه المراØÙ„ المتقدمة إلى تناسي الباعث الثوري أو استبعاد عمقه ÙˆØ§Ù„Ø§ÙƒØªÙØ§Ø¡ بديكوره ØØªÙ‰ لا ÙŠØØ¯Ø« تصادما مع بقايا Ø§Ù„ØØ§Ù„مين والآملين.
ويمثل الØÙˆØ§Ø± المنطلق هذه الأيام بين كل الأطرا٠لتجاوز المرØÙ„Ø© الانتقالية Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© للترقيع وطريقا مسدودا من أجل استدعاء الثورة من جديد، ØÙŠØ« ظهر للعيان Ø§Ù„ØªØ¯Ø§ÙØ¹ السياسي من أجل ØÙ…اية الموقع والامتياز على ØØ³Ø§Ø¨ الثورة والوطن.
إنه لمن المؤس٠أن يتوارى الربيع العربي تدريجيا عن أنظار صانعيه إما بدبابة تنطلق من ثكنتها ØØ³Ø¨ طريق مرسوم لها، عبّده الأزلام والإعلام وبعض رجال الدين، وصعدها الÙلول وصÙÙ‚ لها بعÙوية وسذاجة Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§ بعض أبناء الثورة، أو Ø¨Ù‚ÙØ§Ø²Ø§Øª من ØØ±ÙŠØ± تلبس لبوس الثورة وتبقي ÙˆØØ´ÙŠØªÙ‡Ø§ØŒ ØØªÙ‰ يظهر ذئب الأعماق ÙÙŠ صورة الخرو٠الوديع.
إنها التجربة المصرية والتونسية ÙÙŠ أجلى كياناتها، ØÙŠØ« Ø§Ø®ØªÙ„ÙØª المسارات ÙˆØ§Ù„Ù‡Ø¯Ù ÙˆØ§ØØ¯ØŒ العودة إلى المربع الأول Ø¨ØªÙƒØ§Ù„ÙŠÙ Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© أو بتكالي٠ØÙ…راء ÙŠÙيض دمها على الأطراÙ.
هل تذهب دماء الثوار سدى؟ هل يسقط قصر الرمال؟ هل تنتهي الأØÙ„ام؟ هل ÙˆÙلدت ثورات الربيع العربي ميتة؟ هل كانت هناك ثورة ØØªÙ‰ تموت؟ أسئلة الØÙŠØ±Ø© تتواصل والقراءات تتعدد، ولكن الثابت أن الشعوب العربية قد تاقت إلى Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© وقد ملت Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù Ø¨ØØ§Ù„ها، وأن دماءها لم تكن رخيصة ØØªÙ‰ ترمي بها دون ØØ³Ø§Ø¨.
وهي اليوم بين أمرين، إما أن تأخذ بطر٠المبادرة بأيديها وأن تواصل مدها الثوري وعصيانها المدني على أساس أن الثورة لم تقع أو لم تنته، وتكمل المشوار وتتعلم من تجربة السنتين الماضيتين ÙÙŠ مستوى القيادة والأهلية ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ§Ø¡Ø© والأمانة لمن تعطيه ريادة الدولة وقيادة مشروعها التنموي الثوري الوطني.
وإما أن تواصل هذه الجماهير بقاءها ÙÙŠ مربع السكون والرضا والمراهنة من جديد على لقمة عيش غير كريمة تلقى لها بين الÙينة والأخرى من Ø£ØµØØ§Ø¨ الصولجان والدرة.
الخيار صعب، ولكنه من منازل الممكن لأنه ÙŠØÙ…Ù„ عنصر الإرادة، هذه الإرادة المÙقودة لسنين والتي أثبتت شعوبنا أنها قد وجدتها من جديد، وليست دماؤها السائلة ØØ¯ÙŠØ«Ø§ إلا عنوانا بارزا للعودة من الباب العالي.
المصدر:الجزيرة