Ù…Ùهوم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وكي٠عالجه الاسلام بقلم الاستاذ المنص٠بوصرصار

النظام الذي يريده الشعب Ùˆ يهت٠به Ùˆ ÙŠØÙ‚Ù‚ أهدا٠ثورته المجيدة : هذا النظام العتيد المنشود هو ÙÙŠ جملة ÙˆØÙŠØ¯Ø© "تØÙ‚يق ارادة الشعب" قي العزة Ùˆ الكرامة Ùˆ Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© , لا ليبيرالية مطلقة Ùˆ لا اشتراكية مطلقة Ùˆ من بين شبابها Ùˆ مثقÙيها Ùˆ علمائها Ùˆ مجتمعها المدني Ùˆ الأهبي , ØÙƒÙˆÙ…Ø© لا تظلم شعبها Ùˆ لا ØªÙØ³Ø¯ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø« Ùˆ النسل , تراقب Ùˆ ØªØØ§Ø³Ø¨ من طر٠الشعب ذاته Ùˆ ØªØØªÙƒÙ… الى مبادئ العدل Ùˆ المساواة Ùˆ Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© Ùˆ الكرامة الانسانية
Ùˆ لأن Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ظاهرة إنسانية قديمة ÙÙŠ الأمم, ولا يكاد يخلو عصر من العصور من ظاهرة Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ سبب كل تخل٠يصيب الأمة, وسبب لكل ما يتلوه من أمراض ØªØ·ÙŠØ Ø¨Ø£ØÙ„ام أبناء الأمة وشبابها, ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ سبب للاستبداد والدكتاتورية وخير معين للطغاة ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ÙŠÙ†, ÙØ£ÙŠÙ†Ù…ا وجد ÙØ³Ø§Ø¯ وجد التخل٠والعكس صØÙŠØ, وأينما وجدت الديكتاتورية والاستبداد وجد Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والعكس أيضا صØÙŠØ, ØØªÙ‰ صرنا ÙÙŠ ذيل الأمم, وصرنا أكثر الناس ØªØ®Ù„ÙØ§ بعد أن كنا سادة هذا العالم, وصرنا أضع٠الناس وأهون الناس بعد أن كنا قادة العالم, على الرغم من أن ديننا الØÙ†ÙŠÙ ÙŠØØ§Ø±Ø¨ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بكل صوره ويقتلع أسبابه وجذوره.
Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ له الكثير من Ø§Ù„ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª, تشترك ÙÙŠ وصÙÙ‡ بأنه إساءة استعمال السلطة العامة أو Ø§Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ© العامة ÙÙŠ تØÙ‚يق كسب خاص, Ùيعر٠معجم أوكسÙورد الإنكليزي Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بانه Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù أو تدمير النزاهة ÙÙŠ أداء الوظائ٠العامة من خلال الرشوة ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø¨Ø§Ø© وتعرÙÙ‡ منظمة Ø§Ù„Ø´ÙØ§Ùية الدولية بأنه كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتØÙ‚يق Ù…ØµÙ„ØØ© خاصة ذاتية Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ أو جماعته), ويعرÙÙ‡ البنك الدولي أنه (إساءة استعمال Ø§Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ© العامة للكسب الخاص , ÙˆØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ كثيرة تتنوع تبعا لتنوع البيئة المتواجد Ùيها, ولكنها تدور كلها ÙÙŠ Ùلك Ø§Ù„ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª المذكورة.
تختل٠أسباب Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ من بيئة لأخرى ØØ³Ø¨ Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© السائدة, ولكن هناك أسباب أساسية متواجدة ÙÙŠ كل المجتمعات وهى السبب الرئيسى ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, وتبعا لذلك ووÙقا لمدى ØªÙˆØ§ÙØ± هذه الأسباب الرئيسية ØªØªØØ¯Ø¯ مدى ÙØ§Ø¹Ù„ية الأسباب الأخرى, ويمكننا أن Ù†ØªØØ¯Ø« عن تلك الأسباب الرئيسية باختصار Ùيما يلى:
- ضع٠الإيمان والوازع الدينى, ÙØ§Ù„Ù†ÙØ³ الخاوية من الإيمان, التى لا تخشى الله ولا رسوله, لا تبالى بارتكاب Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù…ات, ولا تخشى من العقاب الربانى على Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ الأرض, ولا تشعر بالضيق ولا بالهم الذى يشعر به المؤمن ÙÙŠ ØØ§Ù„ اقتراÙÙ‡ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, بل يزين له الشيطان سوء عمله, ويسمى الأسماء بغير مسمياتها, ÙØªØ±Ø§Ù‡ بعد ÙØªØ±Ø© لا يخشى من ارتكاب Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ولا يستتر من الناس, Ùيصير Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ عادة ÙˆØ§Ù„ØµÙ„Ø§Ø Ù…Ù†ÙƒØ±Ø§.
- اتباع الهوى وانتشار الأخلاق Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø©ØŒ مثل الكذب، ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ØŒ والرياء، والغلظة، وسوء الظن، وعدم Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ بالعهود، والعقود، وخيانة الأمانة والرشوة ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ³ÙˆØ¨ÙŠØ© ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ù„, والهوى ميل ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ إلى الشئ واتباع الهوى مذمة لما يؤدى إليه من معاصى ÙˆÙ…ÙØ§Ø³Ø¯ Ùقال تعالى داعيا إلى عدم اتباع الهوى " وَأَمَّا مَنْ خَاÙÙŽ مَقَامَ رَبّÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙ†ÙŽÙ‡ÙŽÙ‰ النَّÙْسَ عَن٠الْهَوَى ÙÙŽØ¥Ùنَّ الْجَنَّةَ Ù‡ÙÙŠÙŽ الْمَأْوَى " (سورة النازعات) , وقال تعالى Ù…ØØ°Ø±Ø§ من اتباع الهوى "وَلَا ØªÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ù الْهَوَى ÙÙŽÙŠÙØ¶Ùلَّكَ عَنْ سَبÙيل٠اللَّهÙ" (سورة ص :26) , ويقال أنه إنما سمى الهوى لأنه يهوى Ø¨ØµØ§ØØ¨Ù‡, Ùلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى ÙÙŠ كتابه إلا ذمه، وكذلك ÙÙŠ السنة لم يجىء إلا مذموماً إلا ما جاء منه مقيداً بما يخرج معناه عن الذم كقولهم: هوى ØØ³Ù†, وهوى مواÙÙ‚ للصواب، وقد قيل: الهوى لايؤمن.
*/ ضع٠السلوكيات الطيبة، وانتشار المادية بين الناس وتÙكّÙÙƒ عرى التكاÙÙ„ والتضامن الاجتماعي، وانتشار الأنانية والØÙ‚د والكراهية.
*/ Ùقدان الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر وهو يعتبر صمام أمان للمجتمع من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙØ¥Ø°Ø§ غاب الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر ÙØ´Ø§ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وانتشر.
*/ الØÙƒÙ… بغير ما أنزل الله والتسلط على الناس وكبت Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ§ØªØŒ وتطبيق نظم وقوانين وضعية تخال٠شرع الله عز وجل.
أما أسباب Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ØØ³Ø¨ البيئة والظرو٠Ùنذكر منها على سبيل المثال لا Ø§Ù„ØØµØ± وباختصار ما يلى:
*/ تمسك الØÙƒØ§Ù… بالسلطة, ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„اتهم المستميتة للØÙاظ على الكرسي أبد الدهر , ÙˆÙÙŠ سبيل ذلك ÙŠÙØ¹Ù„ون أى شئ, Ùيعملون على نشر Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ أركان ومؤسسات الدولة ØØªÙ‰ يقيدوا الناس بقيود من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ Ùلا يطالب الناس بØÙ‚هم ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© كريمة ÙˆØØ±ÙŠØªÙ‡Ù… ÙˆØÙ‚وقهم الأخرى المشروعة, وهذا هو ما يسمى Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ الأÙقى.
*/ سياسة الخصخصة وتØÙˆÙŠÙ„ القطاع العام إلى القطاع الخاص وما يشوب تلك العملية من مجاملات ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„ات Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على أكبر قدر من المكاسب.
*/ شعور الناس أن القانون لا يطبق إلا على البسطاء منهم, بينما كبار Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ÙŠÙ† لا يقترب Ø£ØØ¯ منهم وهم Ùوق القانون.
*/ ضع٠المجتمع المدنى وتهميش دور مؤسساته ÙÙŠ مواجهته والتصدى له.
*/ Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØª الرهيب ÙÙŠ الأجور بين عامة وكبار الموظÙين ÙÙŠ الدولة بشكل يثير الØÙ†Ù‚ والغضب لدى البسطاء.
*/ شعور عامة الناس أنهم غرباء أو مواطنون من الدرجة الثانية لأنهم لا يتمتعون بأبسط ØÙ‚وقهم الآدمية ÙÙŠ المأكل والمسكن والعلاج.
*/ تغلب علاقة النسب والقربى على الواجبات والالتزامات الوطنية.
*/ انتشار مظاهر الجهل ونقص Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بالØÙ‚وق والواجبات.
*/ضع٠الرقابة ومتابعة الأداء الوظيÙÙŠ, ÙˆÙÙŠ كثير من الØÙŠØ§Ù† يطال Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ أجهزة الرقابة أيضا, وهذا ينتشر بصورة ملØÙˆØ¸Ø© ÙÙŠ دول العالم الثالث.
*/ غياب التشريعات والأنظمة التي ØªÙƒØ§ÙØ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, أو وجود تشريعات قاصرة ÙÙŠ تعريÙها لمÙهوم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ورؤيتها الجزئية لوسائل Ù…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡.
*/ ضع٠السلطتين القضائية والتشريعية وخضوعها للسلطة التنÙيذية.
*/ قوة ترابط ÙˆØªÙƒØ§ØªÙ Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ÙŠÙ† ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯ÙŠÙ† ودقة تنظيمهم واتساع نطاقهم.
Ù„Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ صور وأشكال Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©, تتنوع أيضا Ø¨ØØ³Ø¨ البيئة والظرو٠المØÙŠØ·Ø©, ومن الصعب ØØµØ± كل مظاهر وأشكال Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, ومن أبرز صور وأشكال Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ العصر Ø§Ù„ØØ§Ù„Ù‰ وأكثرها انتشارا ما ذكره الدكتور ØØ³ÙŠÙ† Ø´ØØ§ØªÙ‡ أستاذ الاقتصاد الإسلامي:
*/ من صور Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ مجال المال: السرقة والاختلاس والرشوة، ÙˆØ§Ù„ØªØ±Ø¨Ù‘ÙØ من Ø§Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ©ØŒ واستغلال الجاه والسلطان والربا، والمضاربات والقمار ومنع الزكاة، وصور خيانة الأمانة ÙÙŠ المعاملات المالية.
*/ من صور Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ مجال العمل: الإهمال والتقصير، والتعدّÙÙŠ على لوازم العمل، وعدم الإتقان، وعدم الانضباط والالتزام بنظم العمل، ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ³ÙˆØ¨ÙŠØ© وعدم ØªÙƒØ§ÙØ¤ Ø§Ù„ÙØ±ØµØŒ وبخس العامل ØÙ‚وقه.
*/ من صور Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ مجال الاستهلاك ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚: الإسرا٠والتبذير، ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ الترÙÙŠ والبذخي والمظهرية، والتقليد غير Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹ØŒ وعدم الالتزام بالأولويات الإسلامية.
*/ من صور Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ مجال التداول والتجارة: الغش والتدليس، والغرر والجهالة، والغبن والبخس، والمماطلة ÙÙŠ أداء الØÙ‚وق، ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± والمعاملات الوهمية والرشوة والعمولات Ø§Ù„Ø²Ø§Ø¦ÙØ©.
ونضي٠إلى ذلك أيضا الواسطة ونهب المال العام, والابتزاز ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø¨Ø§Ø© وغير ذلك من المظاهر.
قصور الرؤى المجردة Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯
قضية Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ تشغل الجميع, بدءا من الشعوب وليس انتهاء بالØÙƒÙˆÙ…ات بل ØØªÙ‰ المنظمات الدولية قد عملت أيضا على Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, ووضعت ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª Ù„Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وكذلك سبل ÙˆÙ…Ù‚ØªØ±ØØ§Øª لمواجهة هذا Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, إلا أن Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸ ÙÙŠ غالبية هذه السبل المتبعة Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ هو قصورها ÙÙŠ تعري٠مÙهوم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, وكذلك أسباب Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, ومن ثم وجود قصور ÙÙŠ سبل معالجة ÙˆÙ…ØØ§Ø±Ø¨Ø© هذا Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, علاوة على أن غالبيتها يعالج المشكلة ولا يعالج السبب, ورغم وجود بعض الØÙ„ول التى تعالج الأسباب إلا أنها تعالج الأسباب البسيطة وليس الأسباب المتجذرة التى هى الأساس ÙÙŠ وجود ظاهرة Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وانتشاره ÙÙŠ المجتمع.
ما Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ القرآن والسنة؟
لقد ذكر الله تعالى Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ومشتقات Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ ÙÙŠ القرآن الكريم ÙÙŠ ØÙˆØ§Ù„Ù‰ خمسين آية كريمة, ÙØªØ§Ø±Ø© ÙŠØªØØ¯Ø« Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى عن الشرك ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ وهو ÙØ³Ø§Ø¯ العقيدة Ùيقول تعالى " ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ Ù‚Ùيلَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ لَا تÙÙÙ’Ø³ÙØ¯Ùوا ÙÙÙŠ الْأَرْض٠قَالÙوا Ø¥Ùنَّمَا Ù†ÙŽØÙ’Ù†Ù Ù…ÙØµÙ’Ù„ÙØÙونَ " (سورة البقرة) , وذكر Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ القرآن بمعنى سÙÙƒ الدماء وانتهاك الأعراض Ùقال تعالى " Ø¥Ùنَّ ÙÙØ±Ù’عَوْنَ عَلَا ÙÙÙŠ الْأَرْض٠وَجَعَلَ أَهْلَهَا Ø´Ùيَعًا يَسْتَضْعÙÙ٠طَائÙÙَةً Ù…ÙنْهÙمْ ÙŠÙØ°ÙŽØ¨Ù‘ÙØÙ Ø£ÙŽØ¨Ù’Ù†ÙŽØ§Ø¡ÙŽÙ‡Ùمْ وَيَسْتَØÙ’ÙŠÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŽØ§Ø¡ÙŽÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنَّه٠كَانَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙÙÙ’Ø³ÙØ¯Ùينَ " (سورة القصص) , وذكر بمعنى قطيعة Ø§Ù„Ø£Ø±ØØ§Ù… وقطيعة كل ما أمر به الله تعالى أن يوصل " Ùَهَلْ عَسَيْتÙمْ Ø¥Ùنْ تَوَلَّيْتÙمْ أَنْ تÙÙÙ’Ø³ÙØ¯Ùوا ÙÙÙŠ الْأَرْض٠وَتÙÙ‚ÙŽØ·Ù‘ÙØ¹Ùوا أَرْØÙŽØ§Ù…ÙŽÙƒÙمْ " (سورة Ù…ØÙ…د)
المراتب الخمس Ù„Ù„Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ الأرض
وبالنظر إلى الآيات التى ØªØØ¯Ø« Ùيها ربنا عز وجل عن Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ القرآن, نجد أن ÙØ³Ø§Ø¯ البشر على مراتب خمس نوجزها Ùيما يلى:
1. Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ بالإصرار على المعصية والذنب والتولى عن الØÙ‚ والإعراض عنه, ÙˆÙØ¹Ù„ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù…ات ÙˆÙ…Ø®Ø§Ù„ÙØ© أوامر الله عز وجل.
2. Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ الذرية والأتباع والأولاد ØÙŠØ« أنهم يقتدون بالكبار ويقلدونهم ÙÙŠ مساوئهم.
3. Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ الدائرة المØÙŠØ·Ø© Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯ÙŠÙ† عن طريق بث أخلاق ÙˆØµÙØ§Øª ودعاوى Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ وذلك بالإسرا٠ÙÙŠ المعاصي ØØªÙ‰ يتعدى أثرها إلى غير Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§.
4. Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ الدائرة الأوسع ÙÙŠ المجتمعات عن طريق إشاعة الأمراض الاجتماعية Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯Ø© بواسطة المضلين مثل إثارة ÙØªÙ† الشبهات والشهوات، والوقو٠ÙÙŠ وجه المصلØÙŠÙ† ÙˆØ¥ØØ¯Ø§Ø« العقبات ÙÙŠ طرقهم زعماً بأنهم يقÙون ضد Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³.
5. Ø§Ù„Ø¥ÙØ³Ø§Ø¯ الناشئ عن ÙØ³Ø§Ø¯ الØÙƒØ§Ù… والقادة والزعماء، وهو Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ الأكبر، لأن الكبراء إذا ÙØ³Ø¯ÙˆØ§ ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… ينشرون Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بقوة Ù†Ùوذهم واستخدام سلطاتهم وقوتهم.
تصدى الإسلام ÙˆÙ…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯
قال الشيخ ØØ³Ù† البنا (الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الØÙŠØ§Ø© جميعا, Ùهو دولة ووطن أو ØÙƒÙˆÙ…Ø© وأمة, وهو خلق وقوة أو رØÙ…Ø© وعدالة, وهو Ø«Ù‚Ø§ÙØ© وقانون أو علم وقضاء, وهو مادة وثروة أو كسب وغنى, وهو جهاد ودعوة أو جيش ÙˆÙكرة, كما هو عقيدة صادقة وعبادة صØÙŠØØ© سواء بسواء), من هذا التعري٠البسيط الذى لا يختل٠المسلم الØÙ‚يقى على ØµØØªÙ‡, Ù†Ùهم أن الإسلام نظام ØÙŠØ§Ø© شامل كامل ØµØ§Ù„Ø Ù„ÙƒÙ„ زمان ومكان ÙˆÙŠØµÙ„Ø Ø£ØÙˆØ§Ù„ الناس والمجتمعات ÙÙŠ كل زمان ومكان.
إن الدين الإسلامي الØÙ†ÙŠÙ ØØ§Ø±Ø¨ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ منذ اليوم الأول لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم, ÙØ§Ù„إسلام ذاته ثورة ضد Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, بدءا من ÙØ³Ø§Ø¯ العقيدة Ùقد جاء Ù„ÙŠØØ±Ø± الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وجاء ليقضى على الأخلاق الذميمة والعصبيات الجاهلية, وينشر بدلا منها, الأخلاق القويمة الØÙ…يدة, وتكون العصبية للدين ÙˆØØ¯Ù‡, جاء ليقضى على كل مظاهر Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ الاقتصادية والاجتماعية ويؤصل بدلا منها كل ما هو ØØ³Ù† وكل ما من شأنه أن ينهض بالأمة ويجعلها رائدة العالم كله.
إن الإسلام عندما يتعرض لمشكلة من المشاكل ÙØ¥Ù†Ù‡ يعالجها بطريقة ØÙƒÙŠÙ…Ø© ومنطقية, ÙØ§Ù„إسلام ينظر إلى أسباب المشكلة الجوهرية ويسعى لعلاجها, ÙØ¥Ø°Ø§ ما عولجت الأسباب Ùمن السهل ØÙŠÙ†Ø¦Ø° علاج الأعراض والنتائج, وهكذا هو نهج الإسلام دائما, ÙˆÙÙŠ Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ينتهج الإسلام Ù†ÙØ³ المنهج القويم, ÙØ§Ù„إسلام قد نظر إلى هذا Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بكل صوره وأشكاله وأعراضه, وأدرك أسباب الخÙية والظاهرة وعمل على علاجها علاجا جذريا ØÙ‚يقيا وليس علاجا صوريا كما هى المناهج العصرية التى ينتهجها الناس اليوم, ثم عالج Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بعد ØØ¯ÙˆØ«Ù‡ ÙˆØØ§Ø±Ø¨Ù‡ بسبل وطرق لا يستهان بها إطلاقا بل لقد أثبت التاريخ أن النهج الإسلامى هو أنجع السبل ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, وهذا ليس بالشئ الغريب ÙØ§Ù„إسلام منهج ØÙŠØ§Ø© كامل متكامل ØµØ§Ù„Ø Ù„ÙƒÙ„ زمان ومكان ÙˆÙŠØµÙ„Ø ÙƒÙ„ ما Ø£ÙØ³Ø¯Ù‡ الناس ÙÙŠ كل زمان ومكان.
تنمية الوازع الدينى
لأن جريمة Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ إنما هى Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© ØµØ±ÙŠØØ© للأوامر الإلهية ولما جاء بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه المطهرة صلى الله عليه وسلم, وهى Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© للضمير له أو تغييب له, Ùهو دليل على ضع٠الوازع الدينى لدى Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯, ولهذا ÙØ¥Ù† الإسلام يعمل على تنمية وتقوية الوازع الدينى لدى كل Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ المجتمع ØØªÙ‰ يكون الوازع الدينى هو الذى يمنع المرء من ممارسة Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وارتكاب جرائمه, Ùقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (الØÙ„ال بين ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§Ù… بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس Ùمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع ÙÙŠ الشبهات كراع يرعى ØÙˆÙ„ الØÙ…Ù‰ يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك ØÙ…Ù‰ ألا إن ØÙ…Ù‰ الله ÙÙŠ أرضه Ù…ØØ§Ø±Ù…Ù‡ ألا وإن ÙÙŠ الجسد مضغة إذا ØµÙ„ØØª ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ø¬Ø³Ø¯ كله وإذا ÙØ³Ø¯Øª ÙØ³Ø¯ الجسد كله ألا وهي القلب) , وقد جاء الأمر الإلهى Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ¯ÙØ¹ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بل والأخذ على يد Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯ ØØªÙ‰ يتوق٠عن ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡, Ùقال تعالى ÙÙŠ كتابه الكريم " وَلَا تÙÙÙ’Ø³ÙØ¯Ùوا ÙÙÙŠ الْأَرْض٠بَعْدَ Ø¥ÙØµÙ’لَاØÙهَا وَادْعÙوه٠خَوْÙًا وَطَمَعًا Ø¥Ùنَّ رَØÙ’مَتَ اللَّه٠قَرÙيبٌ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØÙ’Ø³ÙÙ†Ùينَ " (سورة الأعراÙ) , وقال عز وجل ÙÙŠ Ù†ÙØ³ السورة " وَلَا تÙÙÙ’Ø³ÙØ¯Ùوا ÙÙÙŠ الْأَرْض٠بَعْدَ Ø¥ÙØµÙ’لَاØÙهَا ذَلÙÙƒÙمْ خَيْرٌ Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ø¥Ùنْ ÙƒÙنْتÙمْ Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ " , وقال عز وجل " Ùَهَلْ عَسَيْتÙمْ Ø¥Ùنْ تَوَلَّيْتÙمْ أَنْ تÙÙÙ’Ø³ÙØ¯Ùوا ÙÙÙŠ الْأَرْض٠وَتÙÙ‚ÙŽØ·Ù‘ÙØ¹Ùوا أَرْØÙŽØ§Ù…ÙŽÙƒÙمْ Ø£ÙولَئÙÙƒÙŽ الَّذÙينَ لَعَنَهÙم٠اللَّه٠ÙَأَصَمَّهÙمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهÙمْ "
عدالة اجتماعية
العدالة الاجتماعية هى إعطاء كل ÙØ±Ø¯ ما يستØÙ‚Ù‡ وتوزيع Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ¹ المادية ÙÙŠ المجتمع، Ùˆ توÙير متساوي Ù„Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬Ø§Øª الأساسية, كما أنها تعني المساواة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ› أي أن كل ÙØ±Ø¯ لديه Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ÙÙŠ الصعود الاجتماعي.
ولا يشك عاقل ÙÙŠ أن انعدام هذه العدالة الاجتماعية ÙÙŠ أى مجتمع من المجتمعات سبب هام جدا من أسباب Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ مهما كانت القوانين صارمة والعقوبات شديدة والØÙƒÙˆÙ…ات ØØ§Ø²Ù…Ø© ÙÙŠ تنÙيذ القانون, لذا من الضرورى ÙˆØ§Ù„ØØªÙ…Ù‰ لأى دولة تريد القضاء على Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ أن تعالج هذه المشكة.
وقد وضع الإسلام قواعدا وأسسا لهذه العدالة الاجتماعية وهى كما ذكرها لنا الشهيد بإذن الله سيد قطب (Ø§Ù„ØªØØ±Ø± الوجدانى المطلق, والمساواة الإنسانية الكاملة, والتكاÙÙ„ الإجتماعى الوثيق) , أما عن وسائل تØÙ‚يق العدالة الاجتماعية ÙÙŠ الإسلام Ùقد ØØ¯Ø¯Ù‡Ø§ لنا المÙكر الشهيد سيد قطب رØÙ…Ù‡ الله ÙÙŠ سياسة الØÙƒÙ… وسياسة المال ÙÙŠ الإسلام Ùيقول (الإسلام ÙŠÙØ±Ø¶ قواعد العدالة الاجتماعية، ويضمن ØÙ‚وق الÙقراء ÙÙŠ أموال الأغنياء، ويضع للØÙƒÙ… وللمال سياسة عادلة، ولا ÙŠØØªØ§Ø¬ لتخدير المشاعر، ولا دعوة الناس لترك ØÙ‚وقهم على الأرض) , أما سياسة الØÙƒÙ… Ùللمسلمين الØÙ‚ ÙÙŠ اختيار ØØ§ÙƒÙ…هم, ÙˆØ§Ù„ØØ§ÙƒÙ… ÙÙŠ الإسلام ملزم بالإنصياع لإرادة الأمة وعدم Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© شرع الله وتØÙ‚يق الشورى بينهم, وأنه لا يطاع Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… ÙÙŠ معصية لله وللأمة ØÙ‚ خلع Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… طالما أخل بشروط الØÙƒÙ… وعلى رأسها إقامة شرع الله وتØÙ‚يق العدل, وأما سياسة المال Ùقد ØÙظ الإسلام الملكية الخاصة ÙˆØØ±Ù… التعرض لها ووضع عقوبات رادعة لذلك, ولكن لا تستخدم هذه الملكية Ùيما يتعارض مع Ù…ØµÙ„ØØ© الجماعة بل يجب أن تصب Ùيها, وسياسة المال ÙÙŠ الإسلام تقوم على وسيلتين وهما لتشريع المالي الذي يرمي إلى تØÙ‚يق المجتمع الصالØ, وتوجيه التداول المالي لتطوير الØÙŠØ§Ø© البشرية إلى Ø§Ù„Ø£ØØ³Ù†, كما أنها تقوم على قاعدتين مهمتين كما يذكر الشهيد سيد قطب رØÙ…Ù‡ الله وهما قاعدة Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ®Ù„Ø§Ù ÙØ§Ù„مال مال الله، والناس مستخلÙون Ùيه بشرط ØÙظ شريعة الله Ùيه، وكل تجاوز للشرط نقض للاستخلاÙ, وقاعدة التملك المشروط: Ù„Ù„ÙØ±Ø¯ ØÙ‚ التملك والاستثمار بشرط الخضوع للشرع وبشرط التكاÙÙ„ الجماعي.
إن هذه العدالة الإجتماعية التى تمتع بها الإسلام ودعا إليها ÙˆÙØ±Ø¶Ù‡Ø§ منذ اليوم الأول والتى كانت Ø£ØØ¯ أركان ودعائم الدولة الإسلامية الناشئة بالمدينة المنورة ÙÙŠ ظل ØÙ‚ول من الألغام المØÙŠØ·Ø© بالمدينة وكثرة الأخطار التى تتهددها, وإلا Ùكي٠بمجموعة من الرجال صغيرة العدد ÙØ±Øª من مكة ÙÙŠ Ø¬Ù†Ø Ø§Ù„Ø¸Ù„Ø§Ù… معظمهم من الÙقراء وبعضهم من العبيد أن تنشئ دولة عظيمة ÙÙŠ عشر سنوات من الزمان ثم تقارع كلا الإمبراطوريتين Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠØ© والبيزنطية, ثم تواجه خطر تمرد القبائل العربية ÙˆØØ±ÙˆØ¨ الردة بعد ÙˆÙØ§Ø© النبى صلى الله عليه وسلم, لقد كان لابد من صمام أمان لهذه الأمة ØØªÙ‰ يشتد عودها وقد كانت العدالة الاجتماعية جزءا من هذا الصمام.
الإسلام ÙŠØØ§Ø±Ø¨ الÙقر
قال نيلسون مانديلا (الÙقر الواسع Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ·Ø§Ù‚ØŒ وانعدام Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø§ÙˆØ§Ø© Ø¨Ø´ÙƒÙ„Ù ÙØ§ØØ´ØŒ Ù…ÙÙ† أسوأ نكبات هذا الزَّمن، ØØªÙ‰ إنَّه ينبغي اعتبارهما منَ المساوئ الاجتماعيَّة جنْبًا إلى جنب مع Ø§Ù„Ø¹ÙØ¨Ùودية ÙˆØ§Ù„ÙØµÙ„ العÙنْصري) , والÙقر سبب أساسى من أسباب Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ المجتمعات ولهذا Ùقد جاء الإسلام بعلاج لهذه المشكلة من جذروها.
لقد قرن الرسول ÙˆØ§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وعلماء الأمة وأئمتها الÙقر Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙØ± ÙÙŠ كثير من المواقÙ, Ùقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إنى أعوذ بك من Ø§Ù„ÙƒÙØ± والÙقر) , وكان على بن أبى طالب كرم الله وجهه يقول (لو كان الÙقر رجلا لقتلته), وقال سÙيان الثوري (لأن أجمع عندي أربعين أل٠دينار ØØªÙ‰ أموت عنها Ø£ØØ¨ إلي من Ùقر يوم وذلي ÙÙŠ سؤال الناس) وغير ذلك كثير يبين أن الÙقر طريق يؤدى إلى Ø§Ù„ÙƒÙØ±, ÙØ¥Ø°Ø§ كان كذلك Ùمن باب أولى أن يكون طريقا يؤدى Ù„Ù„ÙØ³Ø§Ø¯.
إن علاج مشكلة الÙقر ÙÙŠ الإسلام منهج متكامل منها ما هو خاص بعلاقة الإنسان بربه وطاعته إياه ÙØ·Ø§Ø¹Ø© الله سبب Ù„ØªÙØ±ÙŠØ¬ الهموم ÙˆØÙ„ المشكلات ومنها ما هو مادى, والإسلام لم يغÙÙ„ أيا منهما بل جعلهما ÙÙŠ خط متواز
ومن وسائل الإسلام ÙÙŠ علاج الÙقر ما يلى:
ØØ« الإسلام الناس على العمل وطلب الرزق, Ùقال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا Ùيأكل منه طير أو إنسان، إلاَّ كان له به صدقة) , وقال أيضا (ما أكل Ø£ØØ¯ÙŒ طعامًا قطّ٠خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ نبيَّ الله داود كان يأكل من عمل يده) , وغير ذلك من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© التى ØªØØ« على العمل.
الزكاة: Ùقد ÙØ±Ø¶ الله على المسلمين الزكاة وجعلها المولى عز وجل ركنا من أركان الدين لا يكتمل إسلام المرء وبدونها ومن أجلها قامت ØØ±ÙˆØ¨ الردة ووق٠الصديق أبو بكر رضى الله عنها Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§ رائعا Ø±Ø§ÙØ¶Ø§ أية Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لتثبيط همته ÙÙŠ قتال هؤلاء مانعى الزكاة وقال(أينقص الدين وأنا ØÙ‰) وهذا ÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ù‡Ù…ÙŠØ© الزكاة ÙÙŠ الإسلام, وتطبيق الزكاة ÙÙŠ المجتمع ÙŠØÙ…يه من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ØÙŠØ« أنها تعمل على علاج الÙقر, ومن ثم تطيب Ù†ÙØ³ الÙقير تجاه الغنى وتجاه المجتمع ككل, Ùلا يسعى للسرقة أو الاختلاس ويعمل على ØÙ…اية المال العام ØÙŠØ« ÙÙŠ الØÙاظ عليه ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© تعود عليه وهى ØÙ‚Ù‡ ÙÙŠ الزكاة إن كان من مستØÙ‚يها, ويجب Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن سبل وطرق لكيÙية تطبيق الزكاة ÙÙŠ الوقت المعاصر بشكل ÙŠØÙ‚Ù‚ كل الأهدا٠المرجوة.
التكاÙÙ„ الإجتماعى: وهو ما من شأنه أيضا Ø§Ù„ØØ¯ من الهوة الشاسعة بين طبقات المجتمع وإشعار الÙقراء ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ بأن المجتمع لا ينساهم وأنه ØØ±ÙŠØµ على القيام بواجبه تجاههم وهذا له آثار إيجابية ويشعر الÙقير بالإنتماء للمجتمع ويجعله ØØ±ÙŠØµØ§ على قوة هذا المجتمع بعيدا عن Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, وقد كان هذا التكاÙÙ„ موجودا ÙÙŠ عهد النبى صلى الله عليه وسلم ÙˆÙÙŠ قرون الإسلام الأولى, وقد كان الصديق رضى الله عنه يكÙÙ„ Ù…Ø³Ø·Ø Ø¨Ù† أبى أثاثة, ØØªÙ‰ ØªØØ¯Ø« Ù…Ø³Ø·Ø ÙÙŠ ØØ§Ø¯Ø«Ø© الإÙÙƒ Ùقال ÙÙŠ عائشة رضى الله عنها قولا شنيعا, ÙØ£Ù‚سم أبى بكر ألا ينÙÙ‚ عليه ولا يعطيه من ماله لكن الله عز وجل نهاه عن ذلك ÙØ¹Ø§Ø¯ الصديق إلى ما كان عليه.
وثمة سبل كثيرة ووسائل مستنبطة من المنهج الإسلامى Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© الÙقر لا يتسع المقام لذكرها.
منع المسؤولين وذوى المناصب الكبرى من ممارسة التجارة
كتب أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رØÙ…Ù‡ الله إلى عماله كتابا Ùقال Ùيه (نرى أن لا يتجر إمام ولايØÙ„ لعامل تجارة ÙÙŠ سلطانه الذي هو عليه، ÙØ¥Ù† الأمير متى يتجر يستأثر ويصيب أموراً Ùيها عنت وإن ØØ±Øµ أن لا ÙŠÙØ¹Ù„) , والسبب (وذلك إدراكا منه أن ممارسة العمال والولاة للتجارة، لا تخلو من Ø£ØØ¯ أمرين، إن لم تكن الإثنان معاً: ÙØ¥Ù…ا أن ينشغل ÙÙŠ تجارته ومتابعتهما عن أمور ÙˆØ§ØØªÙŠØ§Ø¬Ø§Øª المسلمين، وإما أن ØªØØ¯Ø« Ù…ØØ§Ø¨Ø§Ø© له ÙÙŠ التجارة لموقعه، ويصيب أموراً ليست له من الØÙ‚ ÙÙŠ شئ، وبهذا القرار سد عمر Ù…Ù†ÙØ°Ø§Ù‹ خطيراً قد يؤدي إلى ÙØ³Ø§Ø¯ إداري قل ماتتوارى عواقبه)(14) , ما ÙŠØØ¯Ø« اليوم من كبار المسؤولين ÙÙŠ الدول من ÙØ³Ø§Ø¯ عظيم جزء أساسى من سببه قيام المسؤول بممارسة عمل تجارى خاص به.
ÙØªØ قنوات الإتصال بين الوالي والرعية
Ùلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتنع عن لقاء الناس, بل كان يقابل كل من أراد لقاءه صلى الله عليه وسلم وعلى هذا سار Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الراشدون الخمسة المتتابعون وتبعهم على ذلك عمر بن عبدالعزيز Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الراشد رØÙ…Ù‡ الله, وقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المواسم (أما بعد ÙØ£ÙŠÙ…ا رجل قدم إلينا ÙÙŠ رد مظلمة أو أمر ÙŠØµÙ„Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ به خاصاً أو عاماً من أمر الدين، Ùله ما بين مائة دينار إلى ثلاثمائة بقدر ما يرى Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø© وبعد Ø§Ù„Ø³ÙØ±ØŒ لعل الله يجيء به ØÙ‚اً أو يميت باطلاً، أو ÙŠÙØªØ به من ورائه خيراً) , ولا يخÙÙ‰ على عاقل أهمية وجود وسيلة اتصال بين Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… والمØÙƒÙˆÙ…ين, ÙˆÙÙŠ ظل التطور التكنولوجى الهائل يجب على كل الØÙƒØ§Ù… والمسؤولين أن يتواصلوا مع شعوبهم ومØÙƒÙˆÙ…يهم ومرؤوسيهم.
التوسعة على الموظÙين والمسؤولين وزوى المناصب الكبرى ÙÙŠ الأرزاق
وهو عين ما ÙØ¹Ù„Ù‡ أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه ØÙŠÙ†Ù…ا تولى Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©, ÙØØªÙ‰ تكون هناك وقاية من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, يجب أن نسد ØØ§Ø¬Ø© هؤلاء الأشخاص ØØªÙ‰ لا يضطروا ØªØØª وقع الضغوط المعيشية والØÙŠØ§ØªÙŠØ© ÙˆØªØØª ضغط المستوى الإجتماعى أن يمدوا أيديهم إلى أموال الناس Ùيأخذوا منها وهذا من باب سد الذرائع.
النهى عن أخذ الهدايا والهبات للموظÙين والمسؤولين
ÙˆÙÙŠ هذا وقاية للمجتمع من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, Ùما الذى ÙŠØ¯ÙØ¹ أى شخص إلى إعطاء هدية لموظ٠او مسؤول, إلا إذا كان يريد تØÙ‚يق Ù…ØµÙ„ØØ© من ورائه, ÙˆØØªÙ‰ لو كان يريد ØÙ‚Ù‡, Ùهذا الموظ٠يأخذ راتبا من أجل القيام بعمله Ùلماذا يأخذ الهدية؟!, وإذا كان يأخذ الهدية من الغنى Ùماذا ÙŠÙØ¹Ù„ الÙقير الذى لا يملك ثمن الهدية؟!, لهذا ÙØ¥Ù† عمر بن عبد العزيز كتب إلى عماله ينهاهم عن قبول الهدايا وقد رد على من قال له: ألم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل الهدية؟ Ùقال (بلى، ولكنها لنا ولمن بعدنا رشوة)
الرقابة المجتمعية (الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر)
من خصائص منهج الإسلام ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ هو تميزه منذ قرون عديدة بما نسميه اليوم الرقابة المجتمعية والوقاية المجتمعية من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, ÙØ§Ù„إسلام يدعو إلى بل يأمر بالأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر Ùقال ربنا عز وجل ÙÙŠ كتابه الكريم " وَلْتَكÙنْ Ù…ÙنْكÙمْ Ø£Ùمَّةٌ يَدْعÙونَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ Ø§Ù„Ù’Ø®ÙŽÙŠÙ’Ø±Ù ÙˆÙŽÙŠÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ùونَ Ø¨ÙØ§Ù„ْمَعْرÙÙˆÙ٠وَيَنْهَوْنَ عَن٠الْمÙنْكَر٠وَأÙولَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùم٠الْمÙÙÙ’Ù„ÙØÙونَ (104)" (سورة آل عمران) , وقد اختل٠العلماء ÙÙŠ ØÙƒÙ… الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر Ùمنهم من قال بأنه ÙØ±Ø¶ عين ومنهم من قال بأنه ÙØ±Ø¶ ÙƒÙØ§ÙŠØ©, وله ثلاث درجات بينها لنا النبى صلى الله عليه وسلم Ùقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (من رأى منكم منكرا Ùليغيره بيده ÙØ¥Ù† لم يستطع ÙØ¨Ù„سانه ÙØ¥Ù† لم يستطع ÙØ¨Ù‚لبه وذلك أضع٠الإيمان) , وعن أهمية الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر ÙÙŠ ØÙ…اية المجتمع من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وما يتبعه من الهلكة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل القائم ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ الله والواقع Ùيها كمثل قوم استهموا على سÙينة ØŒ ÙØµØ§Ø± بعضهم أعلاها وبعضهم أسÙلها ØŒ وكان الذين ÙÙŠ أسÙلها إذا استقوا من الماء مروا على من Ùوقهم ØŒ Ùقالوا : لو أنا خرقنا ÙÙŠ نصيبنا خرقا ØŒ ولم نؤذ من Ùوقنا ØŒ ÙØ¥Ù† تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ØŒ وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) (18) , ÙˆÙÙŠ الكتاب الكريم والسنة المطهرة من الآيات ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« ما يبين كثيرا من أهمية ÙˆÙØ¶Ù„ الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر.
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا يتواصى الناس بينهم ويذكرون Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ليل نهار بالمعرو٠ويتناهون Ùيما بينهم عن المنكر ويعملون على تغييره والوقو٠سدا منيعا ضده, ليس باستخدام العن٠بل باللين والØÙƒÙ…Ø© والموعظة Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø©, أو بالإستعانة بالسلطة القائمة ÙÙŠ مواجهة Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, Ùهذا يقى المجتمع من Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯, ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا نصل إلى المرØÙ„Ø© التى يقوم الناس ÙØ¹Ù„ا بهذا الأمر ÙˆØÙŠÙ† يدرك كل ÙØ±Ø¯ ÙÙŠ المجتمع أهمية دوره البسيط هذا ÙÙŠ ØÙ…اية الأمة ونهضتها Ùنكون قد قطعنا شوطا كبيرا جدا ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ قبل وقوعه وانتشاره ÙÙŠ المجتمع ككل.
رقابة السلطة (Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø©)
كما أن الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر ÙØ±Ø¶ على المسلمين ÙÙŠ شخوصهم Ùهو أيضا ÙØ±Ø¶ على Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… الذى ÙŠØÙƒÙ… الدولة الإسلامية, ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم Ø¨ØµÙØªÙ‡ رئيس الدولة الإسلامية يمارس سلطته ÙÙŠ الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر وتغييره, والأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر وتغييره هو Ø£ØØ¯ أهدا٠قيام الدولة الإسلامية وهو يميزها عن غيرها من الدول, Ùيقول الإمام ابن تيمية رØÙ…Ù‡ الله تعالى (إذا كان جماع الدين وجميع الولايات هو أمر ونهي ÙØ§Ù„أمر الذي بعث الله به رسوله هو المعرو٠، والنهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر ØŒ وهذا نعت النبي والمؤمنين , وهذا يبين لنا أهمية هذا الأمر ÙÙŠ الدولة الإسلامية, (وليس الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر عملا ÙˆØ§ØØ¯ ØŒ من أعمال الدولة الإسلامية بل هو كل عملها ØŒ هو الذي تسعى وراء تØÙ‚يقه بجميع وسائلها وأسبابها . ويخضع له ويعمل كل قسم من أقسامها وكل شعبة من شعبها) , (جميع الولايات الإسلامية مقصودها الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر) , (والولايات كلها الدينية مثل أمرة المؤمنين ØŒ وما دونها من ملك ووزارة وديوانية سواء كانت كتابة خطاب أو كتابة ØØ³Ø§Ø¨ المستخرج أو مصرو٠أرزاق المقاتلة أو غيرهم ØŒ وبكل إمارة ØØ±Ø¨ وقضاء ÙˆØØ³Ø¨Ø© ÙˆÙØ±ÙˆØ¹ هذه الولايات إنما شرعت للأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر) , كل هذا غيره الكثير مما لا يتسع المقام لذكره يؤكد أهمية الأمر بالمعرو٠والنهى عن المنكر الذى تمارسه الدولة.
ولأجل هذه الأهمية Ùقد أسس أمير المؤمنين Ø§Ù„ÙØ§Ø±ÙˆÙ‚ عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وأرضاه نظام Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø©, وقد اهتم العلماء اهتماما بالغا بنظام Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø© وألÙوا Ùيه Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØª وصنÙوا Ùيه Ø§Ù„Ù…ØµÙ†ÙØ§Øª ومن أشهر من كتب عنها هو الإمام ابن تيمية ÙÙŠ كتابه الماتع (Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø© ÙÙŠ الإسلام).
ومن ÙˆØ¸Ø§Ø¦Ù Ø§Ù„Ù…ØØªØ³Ø¨ القيام بالأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر, ومراقبة الأسواق العامة والموازين والمكاييل والمبايعات وأنواع الغش والتدليس ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± والمعاملات الربوية, ودقة أماكن التربية والتعليم وأن يطلع على سير التعليم ومناهجه وأسلوب تلقينه ... Ùيعمل على منع ما هو ÙØ§Ø³Ø¯ منه وتشجيع ما هو ØØ³Ù†, ومراقبة الأبنية للتأكد من سلامتها ومطابقتها Ù„Ù„Ù…ÙˆØ§ØµÙØ§Øª, ويمكن Ø§Ø³ØªØØ¯Ø§Ø« أية صلاØÙŠØ§Øª Ù„Ù„Ù…ØØªØ³Ø¨ ØØªÙ‰ يتمكن من القيام بعمله على الوجه الأكمل وتكون النتائج مناسبة.
ومن أهم مميزات Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø©, هى القدرة على ÙƒØ´Ù Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ومواجهته ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„ دون إعطاء Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ أية ÙØ±ØµØ© للمراوغة أو للتهرب ÙˆØ¥Ø®ÙØ§Ø¡ جريمته, وكذلك Ø§Ù„ØØ³Ù… ÙÙŠ القضايا وعدم تعطيل Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³, والأهم من ذلك أنها تعتبر من أنجع السبل لبث Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆÙ…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وتشجيع الناس على الكش٠والإبلاغ عن Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯ÙŠÙ†.
ويجب أن يتم وضع ضوابط للمشتغلين ÙÙŠ هيئة Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø© ØØªÙ‰ تØÙ‚Ù‚ النتائج المرجوة منها.
العدل والمساواة أمام القانون والقضاء
إن الإسلام لا ÙŠÙØ±Ù‚ بين الناس أما القانون, ÙØ§Ù„كل عنده سواء, Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… والمØÙƒÙˆÙ…, الغنى والÙقير, القوى والضعيÙ, لا ÙŠÙ†ØØ§Ø² الإسلام لأى جهة أو شخص كائنا من كان, ولقد أرسى الإسلام دعائم المساواة بين البشر أمام القانون بآيات بينات من كتاب الله عز وجل ÙˆØ£ØØ§Ø¯ÙŠØ« صØÙŠØØ© من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, قال الله تعالى " يَا أَيّÙهَا الَّذÙينَ آمَنÙواْ ÙƒÙونÙواْ قَوَّامÙينَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù‚ÙØ³Ù’Ø·Ù Ø´Ùهَدَاء Ù„Ùلّه٠وَلَوْ عَلَى Ø£ÙŽÙ†ÙÙØ³ÙÙƒÙمْ Ø£ÙŽÙˆÙ Ø§Ù„Ù’ÙˆÙŽØ§Ù„ÙØ¯ÙŽÙŠÙ’ن٠وَالأَقْرَبÙينَ Ø¥ÙÙ† ÙŠÙŽÙƒÙنْ غَنÙيًّا أَوْ Ùَقَيرًا Ùَاللّه٠أَوْلَى بÙÙ‡Ùمَا Ùَلاَ ØªÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùواْ الْهَوَى Ø£ÙŽÙ† تَعْدÙÙ„Ùواْ ÙˆÙŽØ¥ÙÙ† تَلْوÙواْ أَوْ ØªÙØ¹Ù’Ø±ÙØ¶Ùواْ ÙÙŽØ¥Ùنَّ اللّهَ كَانَ بÙمَا تَعْمَلÙونَ خَبÙيرًا (135)" (سورة النساء) , ولا يتØÙ‚Ù‚ العدل ÙÙŠ مجتمع من المجتمعات وهناك تمييز بين Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ هذا المجتمع, ÙØ§Ù„تمييز ضد العدل, وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم (Ø¥Ùنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكÙمْ Ø¹ÙØ¨Ù‘Ùيَّةَ الْجَاهÙÙ„Ùيَّة٠وَÙَخْرَهَا Ø¨ÙØ§Ù„ْآبَاءÙ, Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†ÙŒ تَقÙيٌّ ÙˆÙŽÙÙŽØ§Ø¬ÙØ±ÙŒ Ø´ÙŽÙ‚Ùيٌّ, وَالنَّاس٠بَنÙÙˆ آدَمَ وَآدَم٠مÙنْ ØªÙØ±ÙŽØ§Ø¨Ù, لَيَنْتَهÙيَنَّ أَقْوَامٌ ÙَخْرَهÙمْ Ø¨ÙØ±Ùجَال٠أَوْ Ù„ÙŽÙŠÙŽÙƒÙونÙنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّه٠مÙنْ Ø¹ÙØ¯Ù‘َتÙÙ‡Ùمْ Ù…Ùنْ Ø§Ù„Ù’Ø¬ÙØ¹Ù’لَان٠الَّتÙÙŠ تَدْÙÙŽØ¹Ù Ø¨ÙØ£ÙŽÙ†Ù’ÙÙهَا النَّتَنَ)(24) , وقال صلى الله عليه وسلم (لَا Ùَضْلَ Ù„ÙØ¹ÙŽØ±ÙŽØ¨Ùيّ٠عَلَى أَعْجَمÙيّ٠وَلَا Ù„ÙØ¹ÙŽØ¬ÙŽÙ…Ùيّ٠عَلَى عَرَبÙيّ٠وَلَا Ù„ÙØ£ÙŽØÙ’Ù…ÙŽØ±ÙŽ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى Ø£ÙŽØÙ’مَرَ Ø¥Ùلَّا Ø¨ÙØ§Ù„تَّقْوَى) , ÙØ§Ù„إسلام لا ÙŠÙØ±Ù‚ بين عربى ولا أعجمى, ولا ÙŠÙØ±Ù‚ بين أبيض ولا أسود, لا ÙŠÙØ±Ù‚ الإسلام إلا على أساس تقوى الله, وهذه لا يتعامل القانون معها, ÙØ§Ù„قانون لا ينقب عن التقى ويعÙيه من العقاب ولا يجوز للقضاة ذلك.
ونسوق قصة تدل على العدل ÙÙŠ الإسلام والمساواة أمام القانون بين جميع الناس أيا كانوا, ÙÙÙŠ عهد النبى صلى الله عليه وسلم سرقت امرأة من بنى مخزوم وكانت سرقتها أن Ø¬ØØ¯Øª عارية عندها ÙØ±Ùع أمرها للنبى صلى الله عليه وسلم ÙØ£Ù…ر بقطع يدها, ÙØ¬Ø§Ø¡ أهلها من بنى مخزوم بعد أن استعظموا أن يقول الناس أن امرأة من بنى مخزوم سرقت, إلى على بن أبى طالب ÙŠØ³ØªØ´ÙØ¹ÙˆÙ†Ù‡ عند النبى صلى الله عليه وسلم ÙØ£Ø¨Ù‰ ÙØ°Ù‡Ø¨ÙˆØ§ إلى ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء ÙØ£Ø¨Øª, ÙØ°Ù‡Ø¨ÙˆØ§ إلى Ø§Ù„ØØ¨ بن Ø§Ù„ØØ¨ أسامة بن زيد رضى الله عنهما ÙØ°Ù‡Ø¨ للنبى صلى الله عليه وسلم ÙØºØ¶Ø¨ النبى صلى الله عليه وسلم وقال (Ø£ØªØ´ÙØ¹ ÙÙŠ ØØ¯ من ØØ¯ÙˆØ¯ الله ثم قام ÙØ§Ø®ØªØ·Ø¨ ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق Ùيهم الشري٠تركوه وإذا سرق Ùيهم الضعي٠أقاموا عليه Ø§Ù„ØØ¯ وأيم الله لو أن ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ù…ØÙ…د سرقت لقطعت يدها) , ووالله لو لم يكن ÙÙŠ الإسلام سوى هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« دليل على المساواة أمام القانون لكÙÙ‰, Ùقد أقسم رسول الله أن ÙØ§Ø·Ù…Ø© لو سرقت لقطع يدها, ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© هى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وزوجة أمير المؤمنين على بن أبى طالب, ووالدة Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهى سيدة نساء أهل الجنة, ÙˆØµØ§ØØ¨Ø© المكانة العالية والمنزلة الرÙيعة عند الأمة كلها.
تشديد العقوبة
جاء الإسلام بعقوبات شديدة على عدد من الجرائم، ÙØ¬Ø±ÙŠÙ…Ø© السرقة عقوبتها ÙÙŠ الإسلام قطع اليد، وهذه جريمة رادعة تجعل كل مجرم أو ÙØ§Ø³Ø¯ أو أي بشر كان، ÙŠÙكر أل٠مرة قبل مجرد التÙكير ÙÙŠ السرقة، Ø®ÙˆÙØ§ من هذه العقوبة الشديدة التي ستظل مؤثرة عليه وعلى ØÙŠØ§ØªÙ‡ بقية عمره، ولهذا ÙØ¥Ù† الذين طبق عليهم ØØ¯ السرقة ÙÙŠ التاريخ الإسلامي عدد قليل، هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى أنه يرد الأموال أو الأشياء التي سرقها إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ مرة أخرى، وهذا من عظمة هذا الدين، بخلا٠ما نراه اليوم من عقوبات لا قيمة لها، لص يسرق ملايين من خزينة الدولة ولا يسجن سوى بضعة شهور ÙÙŠ سجون Ù…ÙƒÙŠÙØ© ليخرج ويستمتع بما سرق، وهذا التشديد ÙÙŠ العقوبة ÙŠØÙ…ÙŠ المجتمع كله، بل إنه أيضا يمØÙˆ Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ لدى المجرمين ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ÙŠÙ†ØŒ ويغلق معظم السبل والطرق والثغرات التي يرتكب بها جريمته، لأن تشديد العقوبة يسبقه كما أوضØÙ†Ø§ توÙير Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬Ø§Øª Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ المجتمع، وتØÙ‚يق العدالة.