كش مات...انتهى دورك / د.خالد الطراولي

كش مات..انتهى دورك!!!

د.خالد الطراولي [رئيس حركة اللقــاء]

استقالة حكومة الببلاوي المصرية تؤكد أن لكل دوره في الثورة المضادة، وبانتهاء دوره ينتهي وجوده. الحالة المصرية وكذا الحالة التونسية معبرتان في هذا المجال...لعبة الأدوار هي الصورة المميزة لكل المشهد منذ انطلاق مسار الربيع العربي. ففي مصر التقت عديد الوجوه السياسية والاعلامية في صعيد واحد من أجل الإطاحة بحكم الإخوان فسخرت لذلك ماكنة اعلامية رهيبة تداولت عليها وجوه عدة كان أبرزها الإعلامي الساخر باسم يوسف واصطفت معه قنوات عديدة لضرب رئاسة محمد مرسي. أخطاء مرسي عديدة ولا شك وتجربة الإخوان في الحكم لها وعليها، ولكن تضخيم الصورة والسعي على ارباك كل المشهد كان مقصودا وفاعلا. توالت الأدوار والتحق رجل السياسة وهرول رجل الدين وعززا المشهد ودعما الانقلاب وأديا دورهما كما يجب، فأعطى البعض صك الغفران والبعض شرعية دينية وآخرون أخلاقية ووقف الانقلاب متماسكا الى حين في ظل ورقة توت لن تتأخر عن السقوط...
ولما انتهى الدور عجز باسم يوسف عن مواصلة نقده وأغلق برنامجه، وعودي البرادعي وفر ناجيا بجلده لما تراء له دوره المريب، وكذا الصباحي لما ظن أن الديمقراطية الجديدة ستسمح له بالترشح للرئاسة في مواجهة المشير السيسي، وكذا حزب النور السلفي الذي لا تكاد تسمع له همسا.
في تونس كذلك، عديد من الاعلاميين والسياسيين ملأوا المشهد صياحا وصراخا وخوفا مبتذلا على الثورة، زعموا أنهم أباءها الرواد وحملتها الروحيين أو أبنائها الشرعيين، وثياب بعضهم لم يزل الوحل يدنسها، حتى إذا استوى المشهد انتهى دورهم فاختفوا عن الساحة...تنازلوا، استقالوا، أقيلوا، انسحبوا...تعددت الأسماء والنتيجة واحدة : انتهى الدور!!!
منهجية الأدوار تلقي بظلها على كل المشهد وتسعى إلى إصابة الثورة في مقتل حيث التقاء كل القوى من أطياف متعددة بوعي أو حتى بدون وعي أحيانا، حيث يريد هذا البعض جعل الثورة قوسين يجب غلقهما في القريب العاجل وتنتهي القطيعة ويتم الرتق على أحسن وجه فلا ثورة حدثت ولا أحلام تحققت ولكنها فزورة ظن البعض أنهم عرفوا حلها.
إني أجزم أن هذا الربيع العربي وان لم يحدث اختراقا واسعا في منظومة الإقتصاد فلم يملأ بطن الفقير ولم يلبي طلب المحتاج، ولكنه عرى أواصر وعلاقات وأدوار مشبوهة، وفضح كثيرا من المعتّم أو المخفي فظهرت الصورة جلية دون رتوش، سقطت ورقة التوت وهي احدى هدايا هذه الثورات لشعوبها...لقد عرفتم فالزموا!!!

2014-03-02